في أول تعليق على حادثة تدافع الحجاج خلال موسم الحج الماضي، حمّلت السعودية إيران مسؤولية ما أسمته ب«حادثة التدافع المشبوهة»، التي حدثت في تقاطع شارعين فرعيين في مشعر منى، ونتج عنها استشهاد عدد من الحجاج نتيجة حركة ارتداد عكسي خاطئة من 300 حاج إيراني. وأشارت السعودية، في تقرير موسع عن استغلال النظام الإيراني لموسم الحج في تحريض الحجاج الإيرانيين منذ عام 1402ه للإضرار بالحج، بثته وكالة الأنباء السعودية أمس، إلى ظهور مؤشرات عن حضور عناصر من «الحرس الثوري» الإيراني لموسم حج 2015، من أجل زعزعة تنظيم الحج واتهام المملكة بالتقصير في أداء مهمتها في تأمين سلامة وأمن الحجيج. وقالت إن وزارة الحج والعمرة وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعت جميع المسؤولين عن شؤون الحج في 78 دولة عربية وإسلامية، بمن فيها إيران والدول ذات الأقليات الإسلامية، للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات ومتطلبات شؤون حجاجهم، مشيرة إلى أنها وجهت في 25 محرم 1437ه دعوة لرئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدي للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات شؤون ومتطلبات حجاج إيران لهذا العام، وأنه جرى الاجتماع في 7 رجب من العام الحالي، ورفض أوحدي التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات الحجاج، لرغبته في إطلاع مرجعيته في إيران عليه. وأضافت أن أوحدي طالب بأن تمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني في ما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي، مما يعد مخالفة للمعمول به دولياً، وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر. ودحضت المملكة اتهامات النظام الإيراني الحالية، بأنها منعت الحجاج الإيرانيين من القدوم لحج هذا العام، مشيرة إلى أنها استقبلت جميع الحجاج الإيرانيين القادمين من أوروبا وأميركا وأستراليا ونيوزيلندا وأفريقيا، الذين تقدموا بطلب الحصول على تأشيرة الحج، «وهم الآن يؤدون مناسكهم بكل يسر وسهولة، كما لم نمنع مطلقاً المعتمرين الإيرانيين من القدوم إلى المملكة لأداء العمرة، بل حدث المنع من الحكومة الإيرانية». وكان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أكد في تصريحات صحافية أخيراً أن إيران هي التي منعت الحجاج الإيرانيين من القدوم لأداء مناسك الحج، وسيست الحج، وأن ما تثيره وسائل الإعلام الإيرانية وبعض المسؤولين الإيرانيين لا يستند إلى الصدقية والموضوعية. وشدد على أن المملكة لا تسمح بأية حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر في حياة الحجاج وسلامتهم من إيران أو غيرها، لافتاً إلى أن إيران تسعى إلى تسييس الحج وتحويله إلى شعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج «وهو الأمر الذي لا تقبله المملكة وتقف بحزم وقوة ضده».