بعد معاناة استمرت لسنوات، رحل كامل سندي مساعد وزير الدفاع لشؤون الطيران ومؤسس الطيران المدني في المملكة، والمشرف العام على شؤون الطيران (الطيران المدني والخطوط السعودية)، ومدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية في عصرها الذهبي (1968-1979). ومنذ ثمانينات القرن الماضي عندما تقاعد لظروفه الصحية، شهد الطيران المدني والخطوط السعودية تدهورا في أداء القطاعين؛ بدءا بإنهاء تعاقد الخطوط السعودية مع عملاق الطيران الأمريكي TWA التي أدى التعاقد معها عام 1966 إلى نهضة غير مسبوقة لخطوطنا السعودية وضعتها في قمة الناقلات العربية. المتابعون لحركة النقل الجوي في المملكة يعرفون النجاحات غير المسبوقة للراحل الكبير التي قفزت بمستوى خدمات صناعة النقل الجوي (الخطوط السعودية، والطيران المدني) إلى مستويات مشرفة، ويذكر في هذا الصدد أن المملكة وحتي بداية الثمانينات الميلادية كانت مكتفية ذاتيا من حيث تدريب الكوادر الفنية اللازمة للتشغيل (طيارين، ومراقبة، جوية، وأرصاد). وتزامن تدهور خدمات الخطوط -على سبيل المثال- مع انتهاء فترة الطفرة وتقلّص الإعانة الحكومية للخطوط إلى الصفر تقريبا. ووقف مخطط الشركة الأمريكية المشغلة (فنيا وإداريا) للخطوط بفصل الرحلات الداخلية والدولية ثم التركيز على تحقيق نسبة التعادل بين القطاعين قبل العمل على تحقيق الربحية للمنشأة. ويعرف الجميع حرص الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، على قطاع الطيران المدني، وهو ما جعل سموه يكلف كامل سندي برئاسة الخطوط السعودية بنقله من رئاسة الطيران المدني للخطوط السعودية. وحققت الخطوط السعودية في عهده، قفزة كبيرة في أدائها وحققت أول ربح مادي في عهده رحمه الله. يرحل كامل مخلفا ذكراه الطيبة بإذن الله، فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم محبيه وأسرته الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.