تكتسب زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو أهمية مضاعفة في هذا التوقيت بالذات، إذ إنها تأتي في أعقاب قمم «العزم يجمعنا»، التي استضافتها الرياض أخيرا بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ونجاح الرياض وواشنطن في بلورة شراكة إستراتيجية جديدة تعتمد على المصالح المشتركة اقتصاديا وسياسيا وأمنيا. ويعكس إعلان الرئيس الروسي بوتين خلال اجتماعه أمس (الثلاثاء) مع ولي ولي العهد في موسكو «علاقاتنا مع السعودية تتطور بنجاح كبير»، مدى التنوع والفاعلية التي تتمتع بها الرياض في سياساتها الخارجية شرقا وغربا. هذه الزيارة المهمة للأمير الشاب سوف تنعكس نتائجها الإيجابية في القريب العاجل إن على أسواق النفط أو على القضايا السياسية والملفات الساخنة في المنطقة من سورية إلى اليمن مرورا بمكافحة الإرهاب والتطرف، والتصدي للدور الإيراني المخرب في المنطقة. ويرى مراقبون أن هذه الزيارة ستحدد مسار الأزمة السورية، ومصير الميليشيات الانقلابية في اليمن، وأيضا قضية السلام في الشرق الأوسط والتي لا تغيب أبدا عن أي تحرك سعودي عالمي، خصوصا في ظل حرص المجتمع الدولي وروسيا على ضرورة عودة الاستقرار والأمن إلى الشرق الأوسط، ووقف حمام الدم في المنطقة.