أخلى غياب الخدمات البلدية، قرية الحامضة في رابغ من السكان، الذين فضلوا الرحيل عنها إلى مناطق تنعم بالحد الأدني من المشاريع التنموية الأساسية، مستغربين التجاهل الذي تجده قريتهم العريقة من بلدية رابغ. وتذمر عدد من السكان الذين لا يزالون متمسكين بقريتهم، من افتقادها لخدمات البنية التحتية، مثل سفلتة الطرق ورصفها وإنارتها، لافتين إلى أن كثيرا من السكان تركوا ديارهم وتوجهوا لاستئجار بيوت في رابغ رغم ضيق ذات اليد. وانتقد عبدالله بن عتيق التجاهل الذي تجده قريتهم من بلدية المحافظة، مشيرا إلى أن الأخيرة أسقطت مشروع سفلتة طريق الحامضة المتفرع من قرية النويبع، من حساباتها دون أي مسوغ مقنع. وقال عتيق: «لو سفلتت بلدية رابغ ذلك الطرق لدخلت الحامضة في نطاق مدينة رابغ، وانتهى الحصار والعزلة المفروضة عليهم، واستغرب رفض البلدية تنفيذ المشروع رغم أنه لا يكلف الكثير». واستاء سعيد البلادي من الإهمال الذي تعانيه الحامضة، لافتا إلى أن النقص الحاد الذي تعانية البلدة في المشاريع التنموية دفع الأهالي إلى الرحيل منها؛ بحثا عن حياة أفضل. واستغرب تجاهل البلدية مطالبهم رغم صدور تعليمات من شركة الكهرباء بإيصال التيار لسكان الحامضة، إضافة إلى توفير السقيا لها. وأوضح سالم الحربي أن قرية الحامضة لم تحظَ بأي خدمات تواكب تاريخها العريق، مشيرا إلى أن القرية أثرية وتعتبر جزءا مهما من تراث رابغ، لكنها تفتقد لكثير من الخدمات الأساسية. وأفاد الحربي أن القرية نالت حظها من الكتاب المرجع «محافظة رابغ ماضٍ تليد وحاضر مجيد» للدكتور أحمد بن ناصر النعماني إذ أفرد صفحات عدة لوادي الحامضة ذاكرا أسماء الآبار المشهورة الموجودة به. وتذمر عبدالله الحربي من التجاهل الذي تعانيه الحامضة من بلدية رابغ، مشيرا إلى أن الأهالي في القرية يناشدون بلدية رابغ الالتفات لهم منذ 10 سنوات ولكن دون جدوى. وقال الحربي: «لو سفلتت البلدية الطريق الذي يربط القرية مع النويبع، لأنهت كثيرا من المعاناة»، لافتا إلى أن معاناة المرضى والمسنين تتضاعف في رحلتهم من بيوتهم إلى رابغ بسبب تهالك الطريق وافتقاده للتعبيد. وأكد أنه لو حاول أحد من موظفي البلدية زيارة الحامضة سيعرف المعاناة من خلال الطريق المتهالك الذي ستغوص فيه مركباتهم ولن تتمكن من السير، مستغربا تجاهل معاناتهم مع الخط الذي لا يزيد طوله على 15 كيلومترا. واستاء الحربي من رفض بلدية رابغ النظر إلى معاناتهم والعمل على علاجها رغم أن الجهات المختصة زودتهم بالتيار والسقيا ولم يتبقَ لهم سوى المشاريع البلدية الأساسية، مبينا أن النقص الحاد في المشاريع أجبر كثيرا من الأهالي على الرحيل من الحامضة. وتوعد أحمد البلادي بمقاضاة بلدية رابغ، بدعوى تجاهلها حاجاتهم في الحامضة، رغم مطالبهم المتكررة، على مدى عقد من الزمن، مشيرا إلى أن نقص الخدمات التنموية الأساسية كبدهم خسائر فادحة وأجبر كثيرا منهم على الرحيل. وأسف من أن قريتهم التي تحظى بتاريخ عريق تعاني التجاهل من قبل الجهات المختصة وفي مقدمتها بلدية رابغ.