يفرض المدخل المتهالك لقرية المريفق من الشهبة في بني سعد جنوبالطائف، حصارا محكما على نحو خمسة آلاف نسمة يعيشون في البلدة التي تفتقد الحد الأدنى من المشاريع التنموية، إذ يجدون صعوبة بالغة في الدخول والخروج إلى القرى المجاورة، بسبب مدخلهم المتهالك الذي يفتقد للسفلتة رغم أنه لا يزيد على 3.5 كيلومتر. وأنحى الأهالي باللائمة في النقص الحاد الذي يعانونه في الخدمات الأساسية على بلدية السحن، مشيرين إلى أنها لم تقدم لهم أي مشروع يخدمهم، فتهالكت طرقهم، ما دفع كثيرا منهم إلى الرحيل إلى مدن المملكة، خصوصا الطائف التي تقع شمالهم بنحو 75 كيلومترا، بحثا عن حياة أفضل. وناشد أهالي المريفق الجهات المختصة النظر إلى معاناتهم باهتمام، وتعبيد المدخل الذي يعلقون فيه كلما هطلت الأمطار، مستغربين تجاهل بلدية السحن لتوجيهات الدفاع المدني بضرورة سفلتة الطريق الوعر سريعا. وبين سعد الشهيب أنهم تقدموا لوزارة الشؤون البلدية والقروية عام 1427 بخطاب لسفلتة مدخلهم، خصوصا على طريق لا يزيد طوله على 3.5 كيلومتر، مشيرا إلى أن الوزارة حولت طلبهم إلى الأمانة لمعالجة المشكلة، التي بدورها أحالت المعاملة إلى بلدية السحن، ولم يتخذ أي إجراء منها حتى اللحظة، «فبقي الحصار مفروضا علينا في قرية المريفق». واستغرب تقاعس الجهات المختصة عن تعبيد منفذهم الوحيد ليتمكنوا من التواصل مع القرى المجاورة لهم بسهولة ودون تعقيد، لافتا إلى أن حياتهم أصبحت أكثر صعوبة ومعاناة في ظل وعورة مدخلهم، ما دفع كثيرا من سكان القرية إلى الرحيل نحو الطائف والمدن الكبرى، بحثا عن الحد الأدنى من الخدمات التنموية التي تفتقدها المريفق. وشاطره سفران سفر الشهيب الرأي، مبينا أنهم راجعوا أحد المهندسين في بلدية السحن، ووعدهم بسفلتة الطريق، وأرسل مندوب إحدى شركات المقاولات الذي وضع علامات على الطريق، مشيرا إلى أن فرحتهم لم تكتمل حين اختفت تلك العلامات بعد أسبوع. وقال سفران: «لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فحين راجعنا مسؤول البلدية أفاد بأن الرئيس أوقف المشروع لأن هناك من هو أحق من أهالي المريفق»، لافتا إلى أنه حين راجع رئيس بلدية السحن طلب منهم إحضار اعتماد من أحد المسؤولين. وأضاف: «ألم يكف مخاطبة وزارة الشؤون البلدية والقروية لبلدية الأمانة لمعالجة المشكلة، التي بدورها أحالت المعاملة لبلدية السحن منذ أكثر من عشر سنوات»، متمنيا تدارك الوضع سريعا وتعبيد المدخل الذي لا يزيد طوله على 3.5 كيلومتر. وانتقد وصل الشهيب افتقاد قريتهم إلى الخدمات الأساسية، ما دفع بكثير من السكان إلى الهجرة إلى الطائف ومناطق المملكة المختلفة، محذرا من التداعيات السلبية للهجرة الداخلية على الاقتصاد الوطني. وقال متسائلا: «هل نترك قريتنا ونلحق بمن هاجر من قرى بني سعد إلى مدينة الطائف وغيرها من المدن؟»، مستغربا تجاهل الجهات المختصة معاناتهم وعدم التحرك لإنهائها. وحذر الشهيب من الأخطار التي تلحق بهم في المريفق بهطول الأمطار، لافتا إلى أن السيول تفرض عليهم حصارا محكما، لا سيما أنه لا يوجد لديهم إلا مخرج وحيد متهالك يعانون منه في الظروف الاعتيادية، «فكيف يكون الوضع بتدفق السيول عليه؟». وأوضح أن الدفاع المدني دائما ما ينقذ عالقين على مدخل المريفق أثناء هطول الأمطار، وخاطب مرارا رئيس بلدية السحن حول خطورة الطريق، إلا أنه لم يحدث أي تحرك لتدارك الوضع. وأكد مهدي الشهيب أن قريتهم لم تحظ بأي مشروع تنموي من بلدية السحن، مشيرا إلى أن المقابر بلا تسوير، ما حولها إلى ساحة للحيوانات الضالة التي تنتهك حرمة الموتى. وقال مهدي: «لم نعد نطالب بحدائق ترفيهية، فهي باتت نوعا من الترف، بل نبحث عن تعبيد الطرق ورصفها وإنارتها، والبحث عن حلول ناجعة لمدخلنا الذي يضيق بالعابرين»، مشيرا إلى أنه لا يوجد في قريتهم إلا طريق قديم متهالك يصل إليهم من بطون الأودية، ويضر العابرين عليها أكثر مما يفيدهم. ونقل مهدي مطالب أهالي قرية المريفق بوادي شبعة من قرى الشهبة إلى أمانة الطائف، للنظر في احتياجاتهم، وإنهاء معاناتهم من النقص الحاد في الخدمات التنموية، وتعبيد مدخلهم الذي لا يزيد طوله على 3.5 كيلومتر.