بحضور المديرة العامة لمنظمة اليونسكو السيدة إرينا بوكوفا، وسفير خادم الحرمين الشريفين الدكتور خالد العنقري، وحشد كبير من السفراء والدبلوماسيين والمثقفين، أُقيم في مقر منظمة اليونسكو بباريس اليوم (الاثنين) 23 يناير حفل توديع المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى المنظمة الدولية الدكتور زياد بن عبدالله الدريس، الذي أنهى في يوم 30 ديسمبر الماضي فترة عمل امتدت لعشر سنوات كانت حافلة بالكثير من الفعالية والنشاط والمبادرات، ليس في ما يخص الحضور السعودي فقط بل والحضور العربي. وقد عبّرت عن ذلك السيدة بوكوفا التي عدّت في كلمتها الإنجازات التي وقف الدريس خلفها ودفعها للواجهة ودعمها، بحيث استطاع أن يصنع صورة استثنائية لسفير دولة لدى اليونسكو. كما أكّد هذه الشهادة رئيس المجموعة العربية سفير لبنان لدى اليونسكو البروفسور خليل كرم، الذي ذكر في كلمته أن المجموعة ستفتقد البعد الثقافي والحس الدبلوماسي اللذين كان يتعامل بهما د. الدريس مع القضايا العربية. كما أشاد خصوصاً بالمبادرة الفذة منه بتأسيس احتفالية اليوم العالمي للغة العربية. كما طلب سفير هولندا السيد ليونيل ڤير الكلمة فتحدّث عن أن زياد الدريس لم يكن معنياً بالقضايا العربية والإسلامية فقط، كما قد يظن البعض، ولكنه كان ممثلاً للإنسانية أيضاً، وقد تجلت هذه الخصلة، حسب السفير الهولندي، في مواقف كثيرة من أهمها المبادرة الدولية التي يجب أن تُسجل باسم السفير الدريس في استصدار قرار (ثقافة الاحترام) الذي اعتمدته منظمة اليونسكو العام الماضي بالإجماع بعد مساعٍ ومفاوضات مع الأطراف والتوجهات المختلفة امتدت لعام ونصف. ثم تحدث زياد الدريس معبّراً عن امتنانه لكل الكلمات اللطيفة، وقد شكر فيها القيادة الحكيمة لبلاده على الدعم المتواصل الذي لقيه طوال فترة عمله، مقدّما مقارنة طريفة عنه بالصور بين عامي 2006 و 2016 ضحك لها حشد الضيوف كثيراً، ثم اختتم الدريس حديثه بقصيدة كتبها لليونسكو حظيت بإعجاب الجميع. وفِي ختام الاحتفالية أعلنت المديرة العامة عن منح المنظمة للسفير زياد الدريس، ميدالية اليونسكو الذهبية، التي تُمنح عادةً لرؤساء الدول، تثميناً لجهوده النوعية إبان فترة عمله.