أكد عدد من الأكاديميين والمثقفين في الندوة العلمية التي أقامتها الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية بعنوان «عبدالله العثيمين مؤرخاً وأديباً» أمس (الأربعاء) إلى أن العثيمين بدأت علاقته مع الشعر وهو في سن العشرين عاما، كما وصفوه بالمحلل الكثيف ذي المنهج الواضح بدءا من تحقيقه عن الدولة السعودية الأولى ودوره المهم في نشر المصادر الأولى للتاريخ في نجد. قدم الدكتورعبدالعزيز الهلابي في ورقته التي أسهب بالحديث من خلالها عن البيئة التاريخية والتي وثقها الراحل الدكتور عبدالله العثيمين في أبحاثه، وخصوصا في ما يتعلق في أوراق نظرات في تاريخ المملكة إذ حاول من خلالها أن يجيب على تساؤلات عديدة أهمها ما كان يطرح حول الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومفهوم الحركة والدعوة! وأشار إلى أن المتتبع لأدبيات الشيخ لا يرى أثرا لشيء من التفكير القومي، إذ كان المتلقون يقتصر فهمهم لكلمة الحركة على حركة القوميين العرب في حين أن كل طرح فكري ينادى به يمكن أن يسمى دعوة، لافتاً إلى نشاط الراحل واهتمامه في حضور المؤتمرات العلمية والندوات الثقافية. وقال «أدرك الراحل في وقت من الأوقات أنه صاحب رسالة، فحرص على التخفيف من المهنجية العلمية الجافة في بحوثه حتى يستسيغها طلاب المرحلة الجامعية المتخصصون بتاريخ المملكة العربية السعودية». واستعرض الدكتور أيمن فؤاد حياة الراحل من جانب «التحقيق» مؤكداً حرصه بالبحث المعمق من ثم التوثيق، مستدلاً بالكثافة التحليلية التي انتهجها الراحل في تحقيقه عن الدولة السعودية الأولى وعن دوره المهم في نشر المصادر الأولى للتاريخ في نجد. كما لفت مدير الندوة الدكتور فهد السماري إلى أن الراحل كان يوجه التحكيم في الأبحاث المقدمة للدكتور خالد السعدون والذي تناول حياة الراحل من حيث «الترجمة»، وعبّر بدوره عن الحقيقة التي يقع فيها أغلب من يشتغلون في حقل التاريخ وهي أنهم لا يحسنون قراءة التاريخ باللغة الإنجليزية. وأكد الدكتور خالد السعدون دراية الراحل الكاملة بالترجمة الحقيقية والغوص في المعنى وفهمه والبحث فيه قبل ترجمته كما فعل في كتاب «مواد لتاريخ الوهابيين» للمؤلف بورك هارت. كما تناول الدكتور محمد الهدلق في الجلسة الثانية بعنوان «عبدالله العثيمين أديبا» من حيث الوطنية في شعر العثيمين مبيناً اهتمام الراحل بالقضايا الوطنية وهموم الأمة وخصوصا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، تبعه اهتمامه باستقلال الجزائر ثم العراق، مشيراً إلى مؤلفاته الشعرية المختلفة منها «كتابات عن التصهين»، «تأملات في التاريخ والفكر». الدكتورة لويزا بولبرس من خلال ورقتها «العروبة بين الشك واليقين» أرجعت أسباب تشكيل الشعر الذي كتبه الراحل إلى ثلاث عوامل: النسب، الحسب، الأدب، مؤكدة هاجسه الكبير في قضايا التاريخ وثنائية الماضي، فيما وقف الدكتور إبراهيم المطوع أمام ملامح التجربة الشعرية بوصف الراحل شاعرا معاصرا قدم ستة دواوين مطبوعة رغم أنه لم يصنف نفسه شاعراً إيمانا منه بأنه يكتب الشعر من باب الهواية مطلقاً عليه صفة الشاعر أولاً والمؤرخ ثانياً، مشيراً إلى أن الراحل بدأ نظم الشعر حين كان عمره 20 عاماً.