وصف عضو مجلس الشورى السابق الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله العثيمين، بأنه «حس مرهف في هندام شيخ»، معتبرا أنه على الرغم من هيبته ب «المشيخيّة»، إلا أنه «متيّمٌ في حب وطنه وعشيرته، ومسكون بأزمات أمّته، شخصيّة لا تغادره الكلمة المرحة ولا القصيدة المازحة، يحبكها فصيحة، وينظمها تفعيلةً، ويقولها نبطية، وإن شاءها فتارة قومية، وأخرى وجدانية، وثالثة حميميةً». واختار منتدى بامحسون الثقافي خلال حفل نظم في فندق الماريوت في الرياض أمس الأول، الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله العثيمين، شخصية العام 20012 – 2013، وجرى تكريمه بحضور الأمير تركي الفيصل، صاحب المنتدى الدكتور عمر بامحسون، وسط حشد كبير من المثقفين، فيما أشاد بامحسون بما قدمه المكرّم من خدمات جليلة للوطن، معتبرا أنه عالم جليل خدم البلاد في شتى مجالات العلم والثقافة والمعرفة. وأضاف الدكتور الشبيلي في كلمة ألقاها خلال الحفل، أن تاريخية العثيمين غلبت شاعريّتَه، حتى صار المجتمع ينظر إليه مؤرّخاً، وتناسى كونه أديباً وشاعراً، مع أن الشعر عنده هو الأساس، منذ أن ترجم له صاحب كتاب «شعراء نجد المعاصرون» قبل خمسةٍ وخمسين عاماً، وأشار إلى أن العثيمين التزم بتوضيح ما نسب للوهابية، وألّف وترجم في تاريخ البلاد السعوديّة، واؤتمن على تدوين سيرة الملك المؤسّس، وعلى رصد قصة توحيد الكيان السعودي، وفنّد كثيرا من مزاعم الرواة والمؤلّفين. من جهة أخرى، قال الأستاذ في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز الهلابي، إن الشخصية المكرمة ليس باحثا فحسب، بل صاحب رسالة، مؤكدا أنه لا يكتب أبحاثا للنخبة الأكاديمية، بل إن له رسالة يتواصل خلالها مع طلاب العلم والناس بمختلف مستوياتهم. وبين الهلابي أن من أبرز مؤلفات العثيمين كتاباً من جزأين حمل عنوان «تاريخ المملكة العربية السعودية»، خصص المؤلف فيه الجزء الأول لتاريخ الدولتين السعودية الأولى والثانية، بينما تناول الكتاب الثاني: تاريخ المملكة العربية السعودية بدءاً من تأسيسها وحتى وفاة الملك عبدالعزيز، وقال «لا أدل على نجاحه في رسالته من أن كتابه عن تاريخ الدولة السعودية طبع 16 طبعة». واختتم الهلابي حديثه بقوله إن عبدالله العثيمين لم يكن باحثا في التاريخ فحسب، بل كان محققا يمتلك كل أدوات التحقيق، من حيث المنهج النقدي، وتمكنه من اللغة العربية تمكناً يتفوق فيه على كثير من أصحاب الاختصاص، وقدرته على قراءة الخطوط القديمة، مشيرا إلى أنه يجمع نسخ مخطوط الكتاب الذي يشتغل على تحقيقه ويقرأ نصوصه بعناية وأناة سعيا منه ليخرج النص كما كتبه مؤلفه.