يطل معهد العالم العربي علينا في باريس بحلته الجديدة هذا العام، مسلطاً المزيد من الأضواء على تنوع العالم العربي، ولاسيما قطاع كبير من الفنون الاسلامية، وذلك بمناسبة مرور 15 عاما على تأسيسه. وتقول ماري فواسي التي تتولى إدارة مشروع إعادة تصميم المتحف منذ كانون الثاني/يناير 2009 "في السابق، كان المتحف يركز على الفن الإسلامي في القرن السابع ويغطي مساحة جغرافية شاسعة تمتد إلى الهند". وتتابع: لذا قررنا، أن نركز على المنطقة التي تضم الدول الاثنتين والعشرين التي أسست معهد العالم العربي في باريس بالشراكة مع فرنسا والتي تشكل مجتمعة الجامعة العربية. وتقول ماري أيضا، في هذه المنطقة الجغرافية تنوع لغوي كبير يشتمل على البربرية والكردية والآرامية، وطائفي يحتوي المسيحية واليهودية والإسلام وتقاليد قديمة، يغذي الشعور بالانتماء إلى ثقافة تتميز في الدرجة الأولى بلغة مشتركة هي العربية وبإرث ثقافي مشترك. وتشير إلى أن العالم العربي تشكل قبل الاسلام وربطته علاقات بكل الحضارات الكبيرة المحيطة به، مثل الحضارات الإغريقية والرومانية والفارسية والمصرية، فهو بات مصهرا كبيرا. أما عن الاستعدادات لإعادة تصميم المتحف فقالت ماري: توصلنا إلى عدد من الخبراء مثل علماء الآثار والمؤرخين واختصاصيين في اللغة وعلم الانسان. وتعيد فواسي سبب قرار إعادة إطلاق هذا المشروع إلى دومينيك بودي الذي كان رئيس معهد العالم العربي في ما مضى واتخذ هذا القرار سنة 2008 لأنه شعر بأن المتحف مهمل بعض الشيء على حساب المعارض المؤقتة. وتضيف أيضا أن عزوف الزائرين عن عدم التوجه إلى معهد العالم العربي كان العامل الفصل لتطويره؛ حيث تراوحت نسبة الزائرين ما بين 40 إلى 50 الف زائر في السنة. وبلغت ميزانية مشروع إعادة التصميم 5 ملايين يورو وهي ممولة بشكل رئيسي من مؤسسة جان-لوك لاغاردير الفرنسية والكويت والمملكة العربية السعودية. ويضم المتحف أربعة طوابق، وتبلغ مساحة العرض فيه 2400 متر مربع. وقد أوكلت مهمة التصميم إلى الايطالي روبرتو أوستينيلي الذي أنجز عمله من دون المساس بالهيكلية التي صممها للمعهد المهندس جان نوفيل. ويعرض المتحف 380 قطعة تقريبا، مأخوذة من مجموعات المعهد ومن ودائع قدمتها متاحف عربية ومؤسسات فرنسية (متحف اللوفر ومتحف كي برانلي والمكتبة الوطنية) وكنائس وأديرة في الشرق الأدنى، بالإضافة إلى جامعي تحف. ويرتكز تصميم المتحف الجديد على مواضيع محددة بدلا من اعتماد التسلسل الزمني. وقد منحت وزارة الثقافة الفرنسية متحف معهد العالم العربي في باريس لقب "متحف فرنسا" في العام 2011. ويشار إلى أن معهد العالم العربي هو مؤسسة ثقافية قائمة على القانون الفرنسي تضم فرنسا ودول الجامعة العربية الاثنتين والعشرين. ويترأس رينو موزولييه مجلس المعهد الأعلى منذ أيلول/سبتمبر.