شكى عدد من مراجعي ومراجعات مبنى الجوازات في حي الكندرة في جدة من تكدس السيارات أمام المبنى، بسبب ما وصفوه بضيق الشارع المثقل بالمصدات الإسمنتية، كما انتقدوا ما عدّوه قلة عدد الموظفات وطول فترة الانتظار، إلى جانب عدم وجود لوحات لبيان أرقام المراجعات، فيما انتقدت مراجعات القسم النسائي ما رأوه سوء تعامل من قبل موظفات شباك إنهاء المعاملات بحجة قدوم المراجعات خلال أيام رمضان، وكان من المفترض إنهاؤها قبل رمضان، ما أدى إلى تكدس المراجعين والمراجعات. «الشرق» أجرت جولة داخل القسم النسائي، ورصدت معاناة المراجعات، واستمعت لشكواهن، حيث وصلت «الشرق» في تمام الساعة العاشرة صباحاً إلى موقع الجوازات، وكانت هناك سبع سيدات يبحثن عن بوابة دخول القسم النسائي، إذ كان المدخل النسائي ليس واضحاً، ولا يدل على أنه باب رئيس لدائرة حكومية تخدم أعداداً كبيرة من المواطنات والمقيمات على حدٍ سواء، كما كان الطريق المؤدي إلى صالة انتظار النساء بعد عبور المدخل مغطى بالأتربة، وعلى جانبه كرسي انتظار مكسور ومهمل، فيما بدت أعداد النساء داخل صالة الانتظار كبيرة جداً، دون أن تكون هناك أي مسؤولة لإرشاد المراجعات والرد على استفساراتهن. ورصدت «الشرق» وجود أربعة شبابيك لإنهاء المعاملات، وُجدت ثلاث موظفات على ثلاثة منها، فيما تكدست النساء المراجعات على الشبابيك الثلاثة دون ترتيب أو أولوية، فضلاً عن غياب وسائل مراعاة ذوات الاحتياجات الخاصة والكبيرات في السن، حيث كان أغلب المراجعات يسارعن بالتوجه إلى أحد الشبابيك قبل أن تسبقها أخرى وسط زحام شديد، فيما أفادت إحدى الموظفات أن لوحة تنظيم أرقام المراجعات موجودة «ولكنها لا تعمل منذ اليوم الذي تم تركيبها فيه!». جلست محررة «الشرق» في الكرسي الأخير تراقب حركة المراجعات البطيئة وسط أجواء الصالة المشحونة بحرارة الصيف، حتى صرخت إحدى الموظفات عبر مكبر الصوت بلهجة محلية «يعني لازم تجون كلكم مرة واحدة في رمضان، فينكم قبل رمضان نايمين، توكم صحيتوا وتبغون تجددون جوازاتكم، ترى احنا صايمين»، بأسلوب لم يكن لائقاً ولا يعكس صورة موظف الدولة، وعند الساعة الثانية عشرة وخمس عشرة دقيقة أغلقت الموظفات النوافذ لأداء صلاة الظهر، علماً بأن أذان الظهر في مدينة جدة يُرفع عند الدقيقة الخامسة والثلاثين بحسب تقويم أم القرى، بينما لم تعاود الموظفات فتح الشبابيك للمراجعات إلا عند الساعة الواحدة وخمس وأربعين دقيقة، أي بعد أن استغرقن نحو ساعة ونصف الساعة لأداء صلاة الظهر، حتى أخذت المراجعات يقرعن على الزجاج، بينما كان الجو يزداد حرارة بتزايد أعداد السيدات اللاتي ضاقت بهن كراسي الانتظار. ومن ناحية الرجال الذين ينتظرون خارج المبنى، انتقد العم صالح الفايز، أحد المسنين الذي كان في انتظار ابنته، الإجراءات المتبعة في حال إصدار جواز جديد أو إصدار بدل جواز مفقود للنساء، مشيراً إلى أنه اضطر للقدوم مبكراً منذ التاسعة صباحاً مع ابنته التي لم تُنهِ إجراءاتها إلا عند الساعة الحادية عشرة والنصف ظهراً، حيث يشترط قدوم ولي الأمر للتحقيق معه من قبل مدير الجوازات حول الظروف التي فُقد فيها جواز سفر ابنته، قبل أن يتسلم الجواز الجديد، متسائلاً «ألا يكفي أن تأتي المرأة وحدها دون متحدث عنها؟!»، وأضاف «ما فائدة البطاقة الوطنية التي تحملها وعليها صورتها الشخصية؟!».وانتقد المواطن عبدالفتاح القرني الخدمات الإلكترونية التي لم تُغنِ المواطنين والمقيمين عن مراجعة إدارة الجوازات، مطالباً بتفعيل تلك الخدمات بشكل أكبر، فيما انتقدت إحدى الطبيبات التي تعمل في مستشفى خاص في جدة وجاءت لإصدار تأشيرة، خروج وعودة النظام الإلكتروني، مشيرة إلى أنه يمنع إصدار تأشيرة لأكثر من ثلاثة أشهر، ما اضطرها لمراجعة الجوازات لاستصدار تأشيرة سنة كاملة. «الشرق» حاولت مراراً الاتصال بالناطق الإعلامي في إدارة جوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد عبدالله الحسين، لأخذ إفادته حول ما ذكره المراجعون ورصدته «الشرق» خلال جولتها، وأرسلت له رسالة على هاتفه الجوال، إلا أنه لم يتجاوب، فيما أوضح مصدر في إدارة الجوازات أن الإجراءات عادة ما تتم بسرعة، لافتاً إلى أن سبب البطء هو توافد المراجعين بأعداد كبيرة خلال فترة إجازة الصيف التي تتزامن مع موسم شهر رمضان وعيد الفطر، مشيراً إلى أن بعض زملائه يتمتعون بإجازة سنوية.