طالبت نساء جدة بضرورة إيجاد حلول عاجلة للتكدس والزحام اللذين يواجهنهما عند مراجعة إدارة الجوازات، التي باتت تؤرقهن بسبب الروتين الذي تتخذه، وسحب الصلاحيات من الموظفات العاملات في القسم النسائي؛ ما دعاهن إلى حمل شعار «السستم عطلان» للخروج من أزمة الزحام وانعدام الصلاحيات حتى في إنهاء أبسط المعاملات. جولة «عكاظ» على القسم النسائي في جوازات جدة كشفت عن تدني مستوى الجودة في تقديم الخدمة للمواطنات والمراجعات لاسيما المسنات اللاتي يعاودن الفرع مرارا لإنجاز المعاملات التي تحتاج إلى انتظار عدة ساعات في سبيل إنهاء المعاملات. هدى ناصر تقول: حضرت مبكرا وأنهيت سداد الرسوم خارج المبنى، ووقفت أمام الشباك للحصول على رقم المعاملة، ولكن طال انتظاري دون جدوى، وبعد أن توجهت إلى إحدى الموظفات للاستفسار تعذرت عن مساعدتي وقالت «السستم عطلان» وتركتني، وأنا أعتبرها «تصريفة» حتى تخفف من الزحام. وفاء صالح تحدثت ل «عكاظ» عن معاناتها قائلة: منذ أربع ساعات وأنا واقفة لأوقع ورقة فقط، حيث إن المعاملة جاهزة ولكن لا توجد صلاحيات لدى النساء العاملات في القسم، كل ما عليهن فقط التأكد من استكمال الأوراق ومن ثم تسليمها إلى قسم الرجال الذي هو من يقوم بإنهاء الإجراءات. وأضافت: معاناتنا لا تقف فقط عند الزحام الذي نواجهه أمام الشبابيك وقلة أعداد الموظفات، ولكن عدم وجود صلاحيات للموظفات هو الهاجس الأكبر، فما هي الفائدة من وجود قسم نسائي لا يملك الصلاحية في إنجاز معاملاتنا، حيث جميع المعاملات ترسل لشباك الموظفين الرجال لإنجازها، على الرغم من أن بعض المعاملات لا يحتاج غير التوقيع ومطابقة البيانات، ومع ذلك نظل ننتظر لساعات حتى يتم إنهاء أبسط الإجراءات. ووصفت وفاء حالة القسم النسائي بالفوضوي وقالت «لا توجد أرقام لتنظيم استلام المعاملات من المراجعين، وإذا كان هناك زحام يواجهوننا ب «السستم عطلان» والمرأة عموما «غلبانة» ما في يدها شيء. حياة سالم ذكرت أن تأخير تسليم المعاملات يختلف من وقت إلى آخر، وقد يستغرق إنهاء الإجراءات يوما أو يومين، وأحيانا يتم إنهاؤها في اليوم نفسه ولا نملك غير الصبر، فما يهمنا هو إنجاز المعاملة. من جهتها، قالت فاطمة حرب: من الساعة 9 صباحا إلى ال12 ظهرا وأنا أنتظر برنت العمالة الذين هم على كفالتي لتقديمها للضمان، ومضى اليوم مثل أمس ولم أنته من الجوازات، ولدي صغار في المنزل تركتهم لوحدهم بسبب كثرة المراجعات، لماذا لا يكون هناك لوائح على الشبابيك، أو بروشورات لنعرف الإجراءات المطلوبة، حيث كلما أتينا نكتشف وجود نقص في طلباتنا، ولا يوجد في القسم ما يشير إلى ذلك. فاطمة عمر زين تقول: نعاني من ضعف أداء الموظفات، الواحدة تأخذ منك المعاملة وما ترجع لك، والثانية مشغولة في الفطور، ونظام معطل ويأتي آخر النهار ولم تنجز معاملاتنا، كل يوم يقلن لنا الجهاز عطلان، راجعينا بكرة، دون مراعاة لظروفنا الأسرية، والتعطيل الذي نجده بسبب تأخير الإجراءات. وطالبت زين بوضع حل عاجل لهذه المعاناة التي تواجه سيدات جدة، وأن يتم إيجاد موظفات مختصات وإنجاز المعاملات في وقت قياسي. مريم الغامدي تقول: لدي عاملة والموظفة كل مرة تطلب مني أوراقا تختص بخروج العاملة لماذا لا تطلبها دفعة واحدة أو توضع على لائحة أمام الشباك على الأقل، وأعطتني أوراقا للتصوير خارج المبنى في حرارة الشمس وتصوير الورقة الواحدة بريالين إنه استغلال واضح. «عكاظ» طرحت معاناة النساء على طاولة مدير جوازات منطقة مكةالمكرمة اللواء سالم الزهراني الذي قال: ما يشهده القسم النسائي في الصيف من زحام سببه الرئيسي عدم التخطيط المسبق للمواطنين الذين يريدون السفر، حيث تجدهم طيلة العام بعيدا عن إجراءات الجوازات، وما إن يأتي موسم الصيف حتى يتوافدوا على الجوازات وبأعداد كبيرة، ويريدون إنهاء معاملاتهم في أسرع وقت، فنحن لدينا مواطنون لا يخططون متأخرا، ومدة التأشيرة 3 شهور، ومدة الجواز خمس سنوات، لماذا لا يتم تجديده في الستة شهور السابقة، مشيرا إلى أن سكان المملكة من أكثر الشعوب استخداما لشبكة الإنترنت وتوجد خدماته في جميع المنازل، ولكن لا تتم الاستفادة من الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الجوازات من خلال الإنترنت، كاشفا عن عتبه على الصحافة التي لا تقوم بتوعية المواطنين قبل حلول الإجازة. وعن سؤال «عكاظ» عن تحويل المعاملات لقسم الرجال وعدم صلاحية الموظفات قال «ليس لديهن جهاز حاسب والمكان لا يساعد أصلا»، كاشفا عن أن إدارته تنهي إجراءات 700 تأشيرة في اليوم الواحد، وأن الموظفين يعملون فوق طاقاتهم لإنهاء المعاملات في أسرع وقت. وطالب اللواء الزهراني بالاستفادة من خدمات الإنترنت في إنهاء العديد من إجراءات السفر التي تقدمها الجوازات للمواطنين والمقيمين، والتي لا يأخذ بعضها 5 دقائق لإنهائها، وأن تساهم الصحافة في توعية المجتمع وتعريفهم بالخدمات الإلكترونية التي توفر عنهم الجهد والوقت، وتحد من معاناتهم التي يواجهونها عند مراجعة الإدارة خاصة في موسم الصيف.