الدخول إلى فصل الصيف يعني الكثير للفتيات، منها استعدادهن للدخول في الجدول السنوي حول الأماكن التي يرغبن قضاء الإجازة فيها، وما أن يبدأ الوالد تداول الأفكار حول مكان قضاء الإجازة الصيفية، حتى تنهال عليه الاقتراحات، فهذه تطمح بالذهاب لزيارة 'باريس'، وتلك تريد رؤية تماثيل 'روما'، والثالثة تمني النفس بالتمتع بجمال 'الأندلس'، وإذا ما فكّر برفض السفر للخارج عمدن إلى استفزاز مشاعره بمقارنته بوالد صديقاتهن أو قريباتهن الذي سافر ببناته للخارج. 'الرياض' التقت عدداً من الفتيات لسؤالهن عن رغبتهن في السفر خلال إجازة الصيف، وتحديداً أكثر من الشباب، وكيف كان تخطيطهن لذلك، فكان التحقيق التالي: متابعة المسلسلات بدايةً ذكرت 'مها سعد' أنّها تمنت أن تزور هذا الصيف 'تركيا' أو 'فرنسا' أو 'بريطانيا'، لكنّ والدها لا يحبذ سفر البنات للخارج، مضيفةً: 'أقضي نهاري في متابعة المسلسلات التي لم تتح لي فرصة مشاهدتها مساءً، فأنا أحب الأفلام الأجنبية، وأحياناً أقرأ الصحف الورقية التي اشتركنا فيها، وقليلاً ما نذهب للأسواق أو المجمعات التجارية، فوالدتي لا يحبها'. وعبّرت 'عفاف' عن دهشتها كثيراً أثناء زيارتها ل'إسبانيا'، مبينةً إنبهارها من الإنجاز المعماري الإسلامي في 'الأندلس'، موضحةً أنّها في السفر عادةً ما تأخذ معها كتباً وروايات لقراءتها بعد العودة إلى الفندق، مشيرةً إلى أنّ السفر أكسبها ثقافةً ومعرفةً حول شعوب العالم وكيف يعيشون. التخطيط للسفر وأشارت 'سهام محمد' إلى ضرورة التخطيط للسفر في الإجازات، خصوصاً الطويلة، مبينةً أنّ والديها موظفان ورغم ذلك يوفران شهرياً لرحلة الصيف، وبذلك يتغلبان على التكاليف المادية ويجمعان مبلغاً مناسباً، موضحةً أنّها تفضل السفر إلى 'فرنسا' و'المانيا' و'أسبانيا'. وكشفت 'أميرة يوسف' أنّها ومنذ حضورها مع أسرتها قبل عامين لزيارة شقيقها الذي يدرس في ولاية 'بنسلفانيا' ب'امريكا' وهي تحاول جاهدة اقناعهم لتكرار الزيارة، مبينةً أنّ طبيعة اعجبتها، إلى جانب تعدد خيارات التسوق، مضيفةً: 'عادة أقضي أوقات فراغي في القراءة وتصفح الإنترنت، مع الاهتمام بزيارة المعارض، والمتاحف، وهي كثيرة في أمريكا'. مشي على الشاطىء وأفادت 'عبير فهد' أنّها في الصيف تفعل أشياء كثيرة منها زيارة البحر مع الأهل أسبوعيا، مبينةً أنّها تحب المشي مع صاحباتها على الشاطىء والاستمتاع برماله والجو اللطيف بجوار البحر، خصوصاً في الفترة المسائية عندما تخف حرارة الشمس، كاشفةً أنّها تفضل البحث عن خصوصيتها في الصيف، وتحاول أن توازن بين ذلك وقضائها للوقت مع أسرتها وصديقاتها. ونوّهت 'جليلة عبدالوهاب' إلى أنّها تعاني مثل غيرها من الفتيات لعدم وجود مراكز للفتيات في المدن تستقطبهن في الإجازة الطويلة، مبينةً أنّها غالباً ما تقضي ساعات فراغها في القراءة والإطلاع، فهي تحب الروايات والقصص البوليسية، وأحياناً تقضي جزءاً من وقتها في مساعدة الخادمة بأعداد بعض الأطباق البسيطة، فيما تتابع الأفلام والمسلسلات في الفترة المسائية أو تتصفح الإنترنت. سياحة داخلية وقالت 'العنود عبدالرحمن': 'أحياناً نذهب إلى البحر، فوالدي يحب الصيد، وبين المغرب والعشاء نلعب الكرة أنا وشقيقاتي واخواني، ولأننا كبرنا لم يعد بإمكاننا السباحة كما في السابق، فنقضي أوقاتنا بالمشي والتعرف على الفتيات اللواتي يصادف وجودهن جوارنا على الشاطئ، حتى قدوم الوالد والإخوة ومعهم الصيد، لنحضر وجبة العشاء'، مضيفةً: 'أحب السياحة الداخلية، خصوصاً منطقة أبها، وأتمنى أن يتم الاهتمام بشواطىء المملكة لأنّها مكان يفضله الكثير لقضاء أوقاتهم إجازاتهم'. وأوضحت 'سعاد صالح' أنّ بعض الفتيات يقضون أوقاتهم في عطلات الصيف في تصفح الإنترنت، إضافةً إلى القراءة، مبينةً أنّ السبب في ذلك هو عدم وجود نشاطات مناسبة للفتيات، متسائلةً: 'ماذا لو خصصت بعض المدارس الكبرى لتكون في الصيف عبارة عن مركز صيفي للفتيات تتوفر فيه مختلف الأنشطة والفعاليات؟، صحيح توجد في السنوات الأخيرة مهرجانات في بعض المناطق، لكنّ بعضها أنشطتها غير مثيرة محفزة على زيارتها'. قراءة الروايات والقصص وبيّنت 'غادة خالد' أنّها تفضل قضاء وقتها في ربوع مدينتها، بل داخل بيتها ولا تحب الارتباط بصديقات إلاّ في حدود المعقول، مشيرةً إلى أنّ الإجازة فرصة للابتعاد عن الروتين اليومي، وهذا يعني وجود وقت وفراغ كبير يمكن قضائه في قراءة الروايات والقصص والكتب المفيدة التي لم يكن لديها أيام الدراسة وقت لقراءتها. ولفتت 'مها العبدالله' إلى أنّها من محبي الرحلات والسياحة الداخلية للتعرف على مدن المملكة، مبينةً أنّه سبق لها وأن عملت في الإجازة الصيفية للعام الماضي في أحد المشاغل النسائية، وخرجت منها بفائدة كبيرة فكسبت خبرة مبكرة، من خلال الاختلاط بمن سبقوها في العمل، ورغم أنّ فترة عملها كانت قصيرة، إلاّ أنّها أفادت كثيراً من كل لحظة فيها، وحالياً هي في إجازة هذا العام، موضحةً أنّ بعض الفتيات يفضلن قضاء ليالي الصيف في الجلوس أمام شاشات التلفزيون لمتابعة جديد الأفلام والمسلسلات الفضائية أو تصفح الإنترنت، مشيرةً إلى أنّ طاقة الشباب معطلة في الصيف، وبعضهم مقتنعون وراضون بهذا التعطيل، فهم لا يسعون إلى استغلال أوقات الفراغ في المفيد من الوسائل المختلفة.