شهدت المكتبات العامة في المنطقة الشرقية إقبالاً ملحوظاً على بعض أنواع الكتب من الشباب والفتيات منذ بداية دخول شهر رمضان المبارك، فيما أكد المشرفون على المكتبات العامة أن الإقبال يعكس ميول فئة الشباب في اختياراتهم التي أنتجت عن سوق للقراءة في شهر الصيام. وأوضح مدير المكتبة العامة في الدمام سعد الحارثي في تصريح إلى «الحياة»، أن «المكتبة شهدت إقبالاً جيداً منذ بداية الشهر الجاري من فئة النساء التي أقبلن على كتب الطبخ، والشؤون المنزلية، وتطوير الذات، إضافة إلى كتب الشعر». وأشار إلى «إقبال فئتي الشباب والفتيات على كتب القصائد الشعرية، والروايات، إضافة إلى كتب تعليم اللغات، مضيفاً أنهم يستغلون أوقات الفراغ والإجازة الصيفية في تطوير أنفسهم، من خلال الإطلاع والقراءة المستمرة التي تزيد من حجم المعلومات الثقافية لديهم». وأكد أنه على رغم انشغال النساء بمهام الطبخ وإعداد وجبات الإفطار والسحور خلال شهر الصيام، إلا أنه لم يمنع الكثير منهم من القراءة وتنشيط ذاكرتهم بمعلومات مفيدة وجيدة خلال الفترة الحالية. وشهدت العديد من المكتبات الخاصة في المنطقة، حركة نشطة لبيع الكتب منذ بداية أول أيام الصيام على بعض أقسام الكتب، التي أكد القائمون عليها أنها تعبر عن إقبال الكثير من الأشخاص من الجنسين على تنمية مهاراتهم من خلال القراءة. وقال مالك مكتبة، خالد عبدالله أن أكثر الكتب مبيعاً خلال الفترة الماضية، هي كتب الحياة الزوجية والطبخ وعلم النفس، إضافة إلى دواوين الشعر والقصص الروائية، التي أكد على أنها تشهد إقبالاً ملحوظاً من الشباب والفتيات. وأوضح صاحب مكتبة أخرى، أحمد السالم، أن انتشار ظاهرة القراءة من خلال الإنترنت لم تحد من الإقبال على شراء الكتب من المكتبات، والتي تعتبر أسعارها جيدة وغير عالية، إذ يفضل الكثير قراءة الكتاب من خلال صفحاته الورقية، مبيناً أن بعض القراء يجد المتعة في تصفح أوراق الكتاب، وأنه يعتبرها أفضل من التصفح عن طريق الإنترنت. وأشار مسؤول المبيعات في إحدى المكتبات الكبرى في الدمام، أن حركة البيع تختلف من فترة إلى أخرى، وأن هناك مواسم يكثر فيها الطلب على الكتب، مضيفاً أن فترة بداية العام الدراسي تشهد إقبالاً ملحوظاً من طلاب الجامعات والمعاهد، إضافة إلى طلاب الدراسات العليا والبحوث العلمية، لافتاً إلى أن نسبة زوار المكتبات تتجاوز40 في المئة بخلاف الأيام العادية، معظمهم من فئتي الشباب والفتيات. يشار إلى أن المكتبة العامة دشنت خلال الفترة الماضية خدمة الإنترنت في بعض فروعها، في خطوة تهدف إلى تطوير دور المكتبات في المملكة في شكل عام، والمنطقة بخاصة، إضافة إلى إنشاء زوايا للقراء في بعض المقاهي الكبيرة والمشهورة في المنطقة، وذلك لاستقطاب جميع فئات الشباب، ومد جسور المعرفة بين المكتبة ومرتاديها سواء داخل أروقتها أو خارجها.