فيصل بن معمر: يجب على السياسيين والإعلاميين الحذر من ربط الإرهاب بالدين فالأعمال الإرهابية يقوم بها أفراد ومنظمات هدفها الإساءة للدين وتقويض مجتمعاته استقبل معالي الأستاذ/ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، نائب رئيس مجلس الأمناء، والأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وفداً من الكونغرس الأمريكي الذي يزور المملكة حالياً ويضم عدداً من مستشاري ومساعدي أعضاء الكونغرس، في مقر المركز بالرياض. وفي بداية اللقاء رحب معالي الأستاذ/ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، بأعضاء الوفد, منوهاً بالعلاقات المتميزة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالأمريكية, في مختلف المجالات. واستعرض الأمين العام مع وفد الكونغرس أهداف ورسالة المركز في نشر ثقافة الحوار، ودوره في نشر وتعزيز قيم ثقافة الحوار في المجتمع وجهوده المتواصلة في تكريس قيم الوسطية والاعتدال والتسامح، وأطلعهم على أبرز المشاريع والبرامج التي ينفذها، وبالذات البرامج التي تهدف إلى نشر الوسطية والاعتدال من خلال الحوار، والآليات التي يستخدمها المركز في تنظيم اللقاءات الوطنية التي يشارك فيها جميع الأطياف الفكرية في المجتمع، والتي تهدف إلى مناقشة القضايا والمواضيع التي تحتاج إلى تكوين رأي عام مشترك حولها. كما استمع الوفد إلى عرض موجز من قبل مسئولي المركز عن أبرز البرامج والمشاريع التي ينفذها في مجال التدريب المجتمعي، وكذلك برنامج سفير للحوار الحضاري، وبرنامج جسور، وهما من البرامج المتميزة التي تبناها المركز لنشر ثقافة الحوار وتعزيز قيم التعايش المشترك مع الآخر، وكذلك الدراسات التي تجريها وحدة استطلاعات الرأي العام في أكاديمية للحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام. كما قدّم معالي الأستاذ/ فيصل بن معمر، للوفد شرحاً كاملاً حول مشروع مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، والإنجازات التي حققها المركز منذ تأسيسه قبل عامين بمبادرة من المملكة العربية السعودية وبمشاركة من أسبانيا والنمسا في التأسيس والفاتيكان كعضو مراقب . كما تناول اللقاء مع الوفد ما يحدث في العالم من إرهاب وتطرف من فئات تستخدم أسم الدين في صراعاتها مع الآخرين، في مناطق عديدة في العالم وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط. وقدّم معالي الأستاذ/ فيصل بن معمر خلال اللقاء وجهة نظره حول علاقة الشرق بالغرب، وتركيز بعض السياسيين والإعلاميين الغربيين على الدين الإسلامي ومحاولة ربطه بقضايا الإرهاب والتطرف وهو منها براء. وأكد على ان ما يقوم به الإرهابيين حول العالم ليس له صلة بالدين وإنما هم يلصقونه بالدين لكسب المؤيدين والمتعاطفين معهم وتصوير الأعمال التي ينفذونها على أنها جاءت لخدمة الدين، مبيناً أن من أوليات المركز مواجهة مشكلة التطرف والإرهاب والعمل من خلال الشراكات مع الجهات والهيئات والمؤسسات على تعزيز قيم الوسطية والاعتدال. كما أشار الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني إلى أن ربط السياسيين والإعلاميين الغربيين قضايا الإرهاب بالدين الإسلامي، منذ الأحداث الإرهابية التي شهدها العالم في 11 سبتمبر 2001م، كان فيه إساءة للإسلام والمسلمين وأعطت فرصة للجماعات الإرهابية والمتطرفة حول العالم لكسب المزيد من المؤيدين على اعتبار أن الهدف هو محاربة الإسلام وليس الإرهاب، وأن هؤلاء السياسيين والإعلاميين قدموا لهم خدمة كبيرة لم يكونوا يحلموا بها، مضيفاً أن علماء العالم الإسلامي أجمعوا على خطورة هذا الفكر المتطرف وعلى ضرورة نبذه وإيضاح رسالة الإسلام المبنية على التسامح والعدل والاحترام والتعاون لما فيه خير البشرية. وفي ختام الزيارة أشاد أعضاء وفد الكونجرس بما يقدمه المركز من جهود في سبيل إشاعة لغة الحوار وتكريسها في أوساط المجتمع وبجهود المملكة في قضايا السلم والتعاون الدولي.