- الرياض أيد عدد من المشاركين في ندوة «شعراء الرسول -صلى الله عليه وسلم- في زمن الرسالة» فكرة تحويل المدينةالمنورة إلى عاصمة مستمرة ودائمة للثقافة الإسلامية وحالة مستدامة للحركة العلمية والمعرفية لتكون محورًا ثقافيًا في العالم الإسلامي، مؤكدين في تصريحات لهم على أهمية الندوة في سبر جزء مهم من تاريخ المدينةالمنورة. وأكد الدكتور محمد الربيع رئيس اللجنة العلمية للندوة أن اللجنة انتهت من تحكيم بحوث الندوة وقامت بتوزيعها على الجلسات العلمية، وقال الدكتور الربيع: هذه الندوة تعد توثيقًا لمكانة الشعر في عصر الرسالة الذي أضاف لجماليات الشعر والأدب عمومًا أخلاقيات نبيلة وقيمًا عميقة باحترام الآخر وبنظافة اللسان، كما أن الندوة تعد تاريخًا لإعلام الدعوة المحمدية الشريفة فالقصيدة كانت بمثابة وسيلة الإعلام الأهم آنذاك في مجتمع الجزيرة العربية، فكانت مثل قصائد حسان بن ثابت وعبدالله بن رواحة -رضي الله عنهما- وغيرهما بمثابة حملة إسلامية دعوية للمجتمع كون الشعر في تلك الحقبة التاريخية والثقافية ذا صوت مسموع ومؤثر، كما أن الندوة ستسعى للكشف عن المخطوطات المشتملة على أشعار الصحابة، وعن محاور الندوة، قال: هناك محاور عدة تدور حولها الأوراق العلمية المشاركة أو التي ستشارك يمكن إجمالها في: موقف الإسلام من الشعر وأثر كل من القرآن الكريم والسنة النبوية في شعر الصحابة -رضي الله عنهم-، وموضوعات الشعر في زمن الرسالة، والخصائص الفنية لهؤلاء الشعراء، وشخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- في شعر الشعراء من الصحابة، وعن فعاليات الندوة أفاد رئيس اللجنة العلمية بأنه سيتم مناقشة البحوث في ست جلسات علمية بالإضافة إلى أمسية شعرية وجلسة حوار ونقاش حول المدينةالمنورة في الشعر السعودي المعاصر وأخرى حول مشروع إصدار موسوعة شاملة عن شعراء الرسول -صلى الله عليه وسلم- في زمن الرسالة. من جانبه، أكد الدكتور عبدالله عسيلان عضو اللجنة العلمية للندوة ورئيس النادي الأدبي بالمدينةالمنورة أن الندوة تقع ضمن الجهود المتكاملة لمؤسسات وهيئات الدولة في استظهار شخصية الرسول -المصطفى عليه- أفضل الصلاة والتسليم ضد ما يتعرّض له من إساءات يكتنفها الجهل وتقودها النظرة الخديجة من بعض المفكرين أو من تسمّوا بذلك داخل العالم الإسلامي، كما أنها فرصة للرد على الهجمات المتعصّبة ضد رسول الهدى في الغرب والشرق. وأضاف: وما دعوة الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة باستمرارية الاحتفاء بالمدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية هي تحقيق لمطلب كثير من المفكرين والمثقفين والمؤرخين ذلك أنها حقيقة تاريخية وواجب تجاه مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم-. من جانب آخر، قال الدكتور يوسف بكار من جامعة اليرموك من الأردن والذي يشارك في الندوة بورقة عمل بعنوان «الشعر في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وموضوعاته وخصائصه الفنية مقاربة عامة مكثفة»: أبارك للمملكة العربية السعودية اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية كما أبارك الخطوة الكبيرة التي اتخذها سمو أمير منطقة المدينةالمنورة باستمرارية طيبة الطيبة عاصمة ثقافية إسلامية مستمرة كونها تمتلك هذه الخاصية ولكونها مهيأة لذلك لوجود المراكز المتخصصة والباحثين المقيمين والمترددين عليها. وأضاف: هذه الندوة اليوم هي اعتراف بأهمية الشعر قديمًا وحديثًا في حياة المسلم للدفاع عن القيم الإسلامية وتأصيل الصدق كمبدأ رئيس في تأسيس السلوك البشري، كما أن الندوة بما سوف تستجليه من أشعار الصحابة الكرام ستكون مع غيرها من الجهود الأخرى ضمن حملة الدفاع عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وتقديم الشعر كمكوّن أساسي وخالد للحضارة الإسلامية. وقالت الدكتورة هالة فاروق عمر من السوادن والمشاركة بالندوة: المدينةالمنورة بحالتها الدينية والتاريخية هي إمداد يومي للثقافة الإسلامية، ولا شك أن هذه الندوة التي تؤسس لبحوث تالية هي استشعار من دارة الملك عبدالعزيز بقيمة الأدب في التاريخ الإسلامي كونه الوعاء النظري للقيم والتعاليم، ولكون شعر الصحابة رضوان الله عليهم أسس لأدب جديد ونقي ومتصالح مع النفس والآخر هو الأدب الإسلامي.