تابعت الصحافة العالمية باهتمام شخصية الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - واصفة إياه بأنه شخصية مؤثرة في السعودية والمنطقة، وقالت إن له حضورا عالميا كبيرا، وإنه من أبرز المساهمين في تعزيز علاقات المملكة بالعالم الخارجي نظرا لإشرافه على ملفات عديدة، ومساهمته في قوة الجيش السعودي. وأكدت صحيفة ''نيويورك تايمز'' أن الحضور المؤثر والكبير الذي كانت عليه شخصية الأمير سلطان سيكون لها كبير الأثر في السعودية ودول الخليج والعالم العربي، وذلك لكونه كان يعتبر شخصية سياسية واقعية وله قدرة على التواصل والتفاعل والإقناع لما لديه من خبرات متراكمة. وأضافت الصحيفة أن الأمير سلطان دخل في السنوات الأخيرة في حالة مرضية جعلته مقيما في المستشفيات الأجنبية، غير أنه كان حاضرا في علاقاته واتصالاته وفي عودته، حيث حظي سلطان بشعبية كبيرة وسط أفراد القوات المسلحة بحكم معايشته لهم. ونقلت الصحيفة أنه على الرغم من غياب ولي العهد المتكرر لأسباب علاجية وصحية إلا أن إدارة الحكم لم تتأثر، خاصة في الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة، وقالت إن المملكة تعيش حالة من الاستقرار السياسي وتشهد انفتاحا تدريجيا وإصلاحيا محسوبا يقوده خادم الحرمين الشريفين. نقلت صحيفة ''واشنطن بوست'' مشهد جنازة الأمير سلطان وآلاف المشيعين لولي العهد، وطبيعة الحضور من مواطنين وزعماء وأمراء، ولفتت الأنظار إلى مقبرة العود التي ووري الثرى فيها، والتي ضمت عددا كبيرا من الملوك والأمراء والمواطنين. وقالت إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كان في مقدمة المشيعين رغم أنه خرج توا من عملية جراحية. أما صحيفة ''لوس أنجلس تايمز'' فقد أكدت أن الأمير سلطان أشرف على ملفات سعودية رئيسة وعلاقات استراتيجية مع عدد كبير من الدول، خاصة الولاياتالمتحدة، التي نظرت إلى الأمير سلطان على أنه أسهم في تعزيز هذه العلاقات الاستراتيجية، الأمر الذي استدعى الإدارة الأمريكية لوصفه بالصديق، وقالت إن سلطان كان يكرس ويوثق العلاقات التي امتدت منذ سنوات طويلة، وبناها كل من الملك عبد العزيز - رحمه الله - والرئيس الأمريكي روزفلت. أما صحيفة ''التايمز'' البريطانية فقد تناولت خبر وفاته على صعد عدة، حيث أبرزت مكانته السياسية وحضوره العالمي والجوانب الإنسانية في شخصيته، ودوره العسكري. أما مراكز الأبحاث السياسية فقد تناولت الموضوع من زوايا مختلفة، خاصة نظام البيعة وأهميته وكيفية اختيار ولي العهد ونشأة هيئة البيعة والاجتماع الأخير الذي عقده خادم الحرمين مع الأعضاء، ما يؤكد أن ثمة آليات يتم اعتمادها لخلافة ولي العهد، واعتبرتها خطوة أسهمت في تطوير النظام الأساسي في المملكة. وقالت صحيفة ''الجارديان'' إن الأمير سلطان كان شخصية محورية في دولة مهمة ولها مكانتها العالمية والنفطية، وهو المشرف الأول على التخطيط الدفاعي للمملكة، وإن الأمير سلطان عانى المرض في الفترة الأخيرة، غير أنه كان حاضرا بقوة في المشهد السياسي. وتناولت صحيفة ''الديلي ستار'' اللبنانية مراسم التشييع، وقالت إن الآلاف شيعوا سلطان، وأضافت أن المشهد كان حزينا جدا، والأمراء والأشقاء يودعون سلطان، الذي عرف عنه الابتسامة والإنسانية. وقالت إن الحضور الكبير للزعماء رافقه أيضا حضور كبير ولافت لوسائل الإعلام، فيما كانت الأنظار مركزة على شقيقه الأمير سلمان، الذي ظل إلى جانبه طوال فترة مرضه. فيما استطلعت ''جلف نيوز'' آراء عدد من الخبراء السعوديين حول رحيل الأمير سلطان وإجماعهم على أنه شخصية كان لها دور مساهم ورئيس في تطوير المملكة، وقالوا أيضا إن المملكة اليوم في حاجة ماسة إلى تعزيز أمنها واستقرارها في ظل ظروف إقليمية بالغة الحساسية، فقد نقلت الصحيفة عن الدكتور أسعد الشملان قوله إن الاستقرار في السعودية علامة مميزة، وإن هيئة البيعة وضعت لتنظيم الخلافة وانتقالها، فيما أكد الدكتور محمد آل زلفة أن وفاة أي زعيم على درجة من الأهمية تحدث تغييرا في سياسات هذه الدولة، غير أن السعودية تختلف في هذا الجانب لأن هناك قانونا أساسيا ومؤسسة تنظم هذه العملية. أما صحيفة ''ناين نيوز تودي'' فقد أشارت إلى جنازة الأمير سلطان وقالت: لقد كانت كبيرة وتعبر عن مكانته وحضوره العالمي، وقالت إن عددا كبيرا من زعماء دول العالم حضروا للرياض لتوديعه، وهذا يعكس ما له من علاقات قوية مع قادة دول العالم، وبينت أن خادم الحرمين الشريفين أصر على متابعة كل ما يتعلق بشقيقه ابتداء من استقباله في المطار وصولا إلى مقبرة العود على الرغم من حالته الصحية وخروجه توا من عملية جراحية، وبينت أن مظاهر الجنازة كانت هادئة حيث لف الأمير بشاشا أبيض وقطعة قماش بنية (بشت) وسط حشد غفير من المشيعين والمواطنين. وقالت صحيفة ''ستار تريبيون'' إن وفاة الأمير سلطان لقيت ردود فعل عميقة لدى من يعرفونه، وأضافت أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عبرت عن بالغ حزنها لوفاته، وقالت: إن الأمير سلطان كان صديقا للولايات المتحدة وأسهم في تطوير علاقات الرياض بواشنطن، وقالت إنه عمل بشكل دؤوب لمصلحة بلاده، التي ترتبط بواشنطن بعلاقات استراتيجية ودائمة. وأشارت صحيفة ''الإندبندنت'' إلى أن الأمير سلطان كان شخصية رئيسة في المملكة، وكان نفوذه يتعدى السعودية إلى دول العالم ومؤسساته لما له من علاقات فاعلة، وسخر هذه العلاقات لخدمة وطنه، خاصة مع الولاياتالمتحدة. وروت صحيفة ''جلف ديلي نيوز'' مشهد الحزن الذي لف المملكة يوم وفاته وتشييع جنازته والحضور العالمي الكبير، وما قاله قادة العالم عن الأمير سلطان، والحضور والتكاتف الكبير بين أفراد العائلة، والحديث عن خصال الأمير سلطان ودوره الإنساني ودعمه العمل الخيري. وقالت إن مقبرة العود دفن فيها العديد من الملوك والأمراء السعوديين، وقالت إن التماسك يعكسه الحضور والإصرار على الحضور من قبل الملك وأشقاء الأمير وحملهم نعش الأمير سلطان باتجاه المقبرة.