المنصد من التقاليد المتوارثة في منطقة نجران منذ القدم وهدفه اصلاح ذات البين والحث على التسامح . وما زال المنصد حتى الآن يطبق بالمنطقة في كل مناسبة تدعو الحاجة الى القيام به لإنهاء رواسب الخلاف الذي وقع بين البعض . ويهدف // المنصد // إلى إرضاء الأشخاص الذين وقع عليهم ظلم أو خطأ وتبدأ مراحل // المنصد // بعد أن يأخذ المتضرر حقه الشرعي من خصمه الذي تؤمنه له الدولة حفظها الله بأنظمتها الرصينة والتي تحفظ للجميع حقوقهم ثم تتوافد أسرة الشخص الذي ارتكب الخطأ وتتقدم نحو من وقع عليه الظلم وأهله بما يسمى "الزامل" وهو أبيات من الشعر تنشد بلحن معين وتتضمن طلب العفو والسماح وتتيح لمن هم أمامهم طلب ما يريدون وهذا الأمر عادة ما يسمى بالحق . الجميل في المنصد أن المنطقة بأسرها تسمع عنه قبل حدوثه ويقوم الكثير من الناس بالالتحاق مع المتقدمين بالزامل نحو إرضاء المتضررين ليتم الصلح وتنتهي أي ضغينة. بعد أن يتم استقبال الزامل من قبل أصحاب الحق والذين قد تهيأوا قبل مجيئهم , يرحبون بهم ويتم بينهم ما يسمى ب"السوال" وهو عادة نجرانية تتم بين الضيف والمضيف وتقال فيها كلمات خاصة ومتلاحقة تنتهي ب " ماجور والسلامة " ويستمعون منهم إلى ما يريدون قوله بخصوص موضوع الصلح ويسمى" العلم والخبر " ثم يدخلونهم موقعهم الذين اتخذوه ويقدمون لهم القهوة ومن بعد يردون على طلب العفو الذي أتى في الزامل بزامل آخر تخبرهم أبياته بأن الرضا قد تم , أو يتيح لهم معرفة ماالطلب الذي قد يحقق الرضا . و الزامل من أهم مراحل وجزئيات //المنصد //لأنه دائماً ما يحفظ ويوثق القضايا والأحداث فقد تكون بعض الزوامل أكبر سبب للصلح أو اسقاط أي طلب مهما كان الخطأ كبير في المقابل . ولذلك فإن في مثل هذه المناسبات والمناصد تتجه الناس إلى أفضل الشعراء كي يحسموا الأمر . وهذه العادة تسهم في بقاء المجتمع متماسكا وأن لا تؤثر عليه بعض الحوادث المفاجئة أو العابرة وتحافظ على العلاقة الطيبة بين أفراده للتعايش بمحبة وردم الفجوات والهوات التي تخلقها الخلافات .