بدأ النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يبتسم من جديد أمس الأول السبت مما أسعد جماهير كرة القدم حول العالم. فقد عادت الابتسامة والروح المرحة إلى ميسي (23 عاما) في مباراة كأس السوبر الأسبانية عندما فاز برشلونة 4/ صفر على اشبيلية يوم السبت التي شهدت سادس ثلاثية يحرزها النجم الأرجنتيني الصغير مع ناديه الكاتالوني العملاق منذ انضمامه لصفوفه. وبدا ميسي لاعبا مختلفا تماما عن ذلك اللاعب الذي تعثر وعانى خلال مشاركته مع منتخب الأرجنتين في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا هذا الصيف التي فشل ميسي خلالها في تسجيل ولو هدف واحد لبلاده قبل أن تودع الأرجنتين منافسات البطولة بهزيمة ساحقة صفر/ 4 أمام ألمانيا في دور الثمانية. وكتبت صحيفة "سبورت" الكاتالونية في أحد عناوينها تعليقا على مباراة السوبر: "ميسي يبتسم من جديد" بينما أكدت القناة الثالثة التليفزيونية أنه "من الرائع لبرشلونة أن نرى ميسي وهو يبتسم ويضحك من جديد". وبدأ ميسي الموسم الجديد مع برشلونة من حيث انتهى في الموسم الماضي الذي سجل خلاله 34 هدفا للفريق ليقوده إلى لقب جديد بمسابقة الدوري الأسباني. وسجل ميسي حتى الآن 130 هدفا في 215 مباراة لعبها مع برشلونة وقاد الفريق الكاتالوني للفوز ب14 لقبا مهما خلال خمس سنوات رائعة. وكان من بين التعليقات التي جاءت على قناة "إسيبانولا" التليفزيونية بعد مباراة السوبر مباشرة: "لقد شاهدنا الليلة ميسي الحقيقي وليس ميسي الذي يلعب مع الأرجنتين". وبذلك يستمر لغز "شخصيتى ميسى". فمع الأرجنتين يبدو ميسي دائما متراخيا وغير مطمئن ، وربما غير واثق حتى من دوره في الفريق كما لو كان اللاعب الصغير لا يستريح مع تحمله مسئولية القيادة على كاهله. وكان المهاجم المخضرم مارتن باليرمو الذي شارك مع الأرجنتين في مونديال جنوب أفريقيا قد أكد في الأسبوع الماضي أن "ميسي ليس مستعدا ليكون قائدا للمنتخب الأرجنتيني .. فهو معتاد أكثر على نظام برشلونة". وحاول باليرمو تجميل تعليقاته بإضافة أن "ميسي هو أفضل لاعب في العالم" ولكن تصريحاته عكست الشعور العام بالإحباط الذي يسود الأرجنتين لأن ميسي لم يتمكن حتى الآن من الظهور مع منتخب البلاد بنفس المستوى الذي يظهر به مع برشلونة. ومن أسباب هذه المشكلة أن نظام برشلونة بأكمله مبني حول ميسي حيث يسعى صانعا الألعاب بالفريق الأسباني أندريس إنييستا وتشافي إلى إمداده بالتمريرات البينية الدقيقة باستمرار بما يمنح ميسي الحرية التامة للتجول عبر خط هجوم الفريق بالكامل. ولكن مع الأرجنتين لا يتلقى ميسي مثل هذه التمريرات من خط وسط فريقه ودائما ما يضطر ، كما حدث في مباراة ألمانيا ، للتراجع إلى خط الوسط لاستلام الكرة بنفسه في منطقة لا يستطيع أن يشكل تهديدا كبيرا فيها بأي حال. وسرعان ما ستسنح فرصة جديدة أمام ميسي لإصلاح العلاقات مع الجمهور الأرجنتيني عندما يقود منتخب التانجو أمام الماتادور الاسباني في مباراة ودية دولية ببوينس آيرس في السابع من سبتمبر المقبل. وبدأت بعض القطاعات في وسائل الإعلام الأسبانية تزعم أن ميسي يندم الآن على اختياره بأن يلعب لمنتخب الأرجنتين بدلا من منتخب أسبانيا. وولد ميسي بمدينة روساريو الأرجنتينية ولكنه انتقل مع أسرته إلى أسبانيا وهو في الثالثة عشرة من عمره وسرعان ما حصل على الجنسية الأسبانية. ولكن ميسي أثبت ولاء جديرا بالاحترام تجاه الأرجنتين وإن كان هذا الولاء قد أدى إلى انتشار الشعور بالإحباط أكثر من الرضا حتى الآن.