عكست قرية نجران التراثية بالمهرجان الوطني للتراث الثقافي " الجنادرية 32″ هوية منطقة نجران التاريخية والاجتماعية والمعمارية وأساليب الحياة فيها ، مصورة مختلف أنماط الحياة في المنطقة ومحافظاتها ومراكزها وهجرها وما تضمه من آثار ضاربة في أعماق التاريخ ومن أهمها الأخدود وآبار حمى ، وطابع العمران النجراني المميز والفنون الشعبية والحرف اليدوية، إلى جانب أبرز المقومات الحضارية والسياحية بالمنطقة . وأكد وكيل إمارة منطقة نجران المشرف على مشاركة المنطقة بمهرجان الجنادرية الدكتور حمود بن سماح المجلاد ، أن مشاركة منطقة نجرانبالجنادرية ستكون متميزة من خلال ما سيتم عرضه من أنشطة ثقافية وتراثية تبرز ما تحتويه المنطقة من موروث ثقافي واجتماعي متنوع أمام زوار القرية طوال أيام المهرجان . من جانبه أوضح رئيس وفد المنطقة محمد بن مهدي بن غشام أن الأنشطة والفعاليات التي ستقام بقرية نجران التراثية بالجنادرية التي ينفذها عدداً من الحرفيين من أبناء المنطقة الذين يعملون على إنتاج الصناعات التقليدية ستكون متنوعة وتحاكي المورث النجراني الثقافي والتاريخي كاستعراض المباني النجرانية بأنواعها المختلفة والمقتنيات التراثية القديمة النجرانية كالملابس والحلي والأسلحة وأدوات الزراعة والأدوات المنزلية والمصنوعات الجلدية والفخارية حيث كانت تشتهر بها منطقة نجران بصياغة الفضة، والحدادة، والخرازة، والحياكة، وفتل الحبال، وصناعة الخصف، وصقل الجنابي والسيوف، وصناعة الطبول، ونجارة الصحاف، وخياطة الملابس الرجالية والنسائية عبر أجنحة خاصة بهم. وبين أن فرقة الفنون الشعبية تقدم العديد من الألوان الفلكلورية النجرانية مثل " الزامل، والرزفة ، والمثلوثة ، ولون الطبول "، طوال أيام المهرجان، بالإضافة إلى ( مجلس بيت الشعر) بقرية نجران التراثية الذي يقدم أنشطة ثقافية في الفترة المسائية كالأمسيات الشعرية والتاريخية التي تحاكي ثقافة نجران والحضارات التي مرت بها ، إلى جانب تهيئة ركن لموقع الأخدود الأثري يعرض فيه أهم الآثار والرسومات والنقوش بالمنطقة إلى جانب مشاركة جامعة نجران بجناح يستعرض مراحل تطور الجامعة منذ تأسيسها. وركز المنظمون في قرية نجران على تعريف الزائر بكل ما تحتويه القرية من آثار ومباني وأنماط للحياة، ويشاهد الزائر عدد من المعالم المهمة بدءاً من البوابة الرئيسية للقرية التي توحي بالرمزية لتراث المنطقة المعماري ، ثم يمر الزائر على مبانٍ تمثل العمارة النجرانية القديمة ويشاهد تميز هذه العمارة واختلاف أشكالها ووظائفها، ابتداءً من أول المباني في نجران المعروف باسم " المشولق" وهو عادة ما يتكون من طابقين ويبنى من مادة الطين ويخلط به مادة التبن التي تعطي متانة كبيرة للطين بعد خلطها ومن ثم يبنى بها البيت ، ويأتي بعد ذلك النوع الثاني من المباني النجرانية وهو البيت "المقدم" وعادة ما يبنى من دورين فقط وهناك نوع آخر من أنماط البناء في القرية يسمى "الدرب"، وهو تحفة معمارية يتكون من سبعة طوابق وتستخدم العائلة النجرانية القديمة هذا النوع من المباني بكثرة، ثم تقود الجولة زائر القرية إلى الركن السياحي الذي يشتمل على معلومات عن آثار الأخدود والرحى ومنحوتات صخرية وكتابات هيروغليفية . ويطلّع زائر الجنادرية على الأساليب التي يستخدمها المزارع النجراني لإنتاج القمح التي تشتهر به المنطقة ، وحرص مصممو القرية على إيجاد محل خاص لكل حرفي لعرض إنتاجه في القرية وبيع بعضها على الزوار، كما تضم القرية مطعماً للأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة منها "الوفد والمرق والحميسة والرقش مع المحض والرقش مع المرق والبر والسمن والعسل، وركن خاص لتقديم القهوة العربية والتمر النجراني، إضافة إلى توزيع كميات من الفواكه والعصيرات من إنتاج منطقة نجران وتوزيع المياه وعدد من الكتب والمطويات التعريفية بالمقومات السياحية. وخصصت القرية جناحاً للأسر المنتجة لدعم عمل الأسر المنتجة والحرفيات وضمان مشاركتهن بأبرز الحرف القديمة ، ولم تغفل قرية نجران التراثية خلال مشاركتها في المهرجان التطور الكبير الذي شهدته المنطقة في المجال التعليمي فقد خصصت ركناً لجامعة نجران تعرض عبره منجزاتها التعليمية التي حققتها منذ تأسيسها.