"نجران تستاهل " عبارة كُتبت أسفل شلّال جبل (طعزة) وأراها جملة غير مفيدة!,فنجران تستاهل ماذا؟.. هل تستاهل الشلّال الاصطناعي (كم جالون مويه طالعه نازله)؟!,أم تستاهل حديقة الشلّال التي لا تتّسع لأكثر من عائلة واحدة؟!.أظنُّ – وفي بعض الظنّ إثم – أنّ في العبارة الناقصة رسالة مشفّرة ؛لذا سأجتهد في تفكيك رموزها!. سأفترض بأنّ الجهة الحكومية الخدميّة(الأمانة) ترغب في إيصال رسالة إلى الجهة الحكوميّة الأمنية في أعلى الجبل(المباحث العامة) مفادها : أن سلّمونا هذا الجبل لكي نجعل منه تّحفةً تزهو بها نجران أمام زوارها وساكنيها. وبهذا التحليل تصبح الجملة المفيدة كالآتي: "نجران تستاهل جبل طعزة"!. من المجدي توظيف الجغرافيا لخدمة مشاريع التنمية,فجبل مثل جبل طعزة الواقع (وسط نجران) يمكن الاستفادة من موقعة الممتاز وإطلالته الساحرة على ضفاف الوادي وعلى عددٍ من أحياء المدينة,وذلك بإنشاء مرفق ترفيهي كحديقة عامة,متنزّه,مدينة ألعاب..في قمّته بعد أن تُسوّى وتُمهّد. وما يستعصي على الفهم هو وجود مكتب لوزارة الثقافة والإعلام(التلفزيون) في ذلك الجبل! ,فما هو السر الكامن خلف تواجدهم هناك يا ترى؟!,هل أصبح جبل طعزة مسرحاً للأحداث اليومية الهامة التي ينبغي للإعلامي أن يكون حاضراً في قلبها؟!,هل ارتحلت قضايا المجتمع وهموم المواطن إلى هناك ؟!,هل وهل .. وربما نصل إلى هل ظل فائدة أصلاً من وجود الإعلام المرئي الرسمي المنكفئ على نفسه في زمن الإعلام المعاصر المواكب لتطلعات المواطن ومتطلباته؟!..وكأني بلسان حال ذلك المكتب الإعلامي يقول: سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الناس!. ومن ثم ما هي الفائدة التي قد يحققها الاعتلاء المكاني في عصر الفضاء المفتوح والثورة التقنية الهائلة خصوصاً في مجال الاتصالات؟!.فنحن في زمنٍ يستطيع فيه المواطن البسيط أن يقوم بسياحة جوية على العالم بأسره وبمنظر ثلاثي الأبعاد وهو في منزله!.وحتى لو كان هناك حاجة ماسّة – فنيّاً – للارتفاع أثناء البث والتصوير..؛فإن في نجران جبال كثيرة خارجة عن النطاق العمراني يمكن الاستفادة منها,كما أنه في وسع وزارة الثقافة والإعلام بناء برج للتلفزيون في نجران وبتصميم هندسي بديع أيضاً!. من المفيد أن تؤخذ القيمة الزمنية للأشياء كالتقنيات والخطط والأولويات في الحسبان,فما كان بالأمس مهماً ربما أصبح اليوم قليل الأهمية,وما كان بالأمس من الضرورات ربما أصبح اليوم من المكملات أو حتى من الشكليات,إن كل شيء يتغيّر.. التكنولوجيا,وعي المواطن,عقلية المسئول,ثقافة المجتمع,جغرافيا المكان,العالم كله يتغيّر من حولنا ويتطوّر,حتى أن وظائف الدول تغيرت,فأصبحت الدولة المعاصرة أو ما اصطلح على تسميتها بالدولة الإيجابية هي التي تولي المشاريع التنموية اهتماماً بالغاً,وتسعى جاهدةً إلى تحقيق الرفاه في كافة مناحي الحياة,ولذلك ينبغي أن يُعاد تخطيط المدن وفقاً لروح العصر وبناءً على معطيات الحاضر. أمنية متواضعة: أتمنى أن يصبح جبل طعزة تؤاماً للجبل الأخضر في أبها.. = بقلم أ. مشعل بن عبدالله اليامي كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية =