يأمل وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي الذين سيجتمعون هذا الاسبوع للمرة الاولى منذ ان عينت روسيا سفيرا جديدا لدى الحلف في تحسين العلاقات مع موسكو رغم خلاف جديد بشأن اعتزام الحلف نشر صواريخ مضادة للطائرات في تركيا. وقالت متحدثة باسم الحلف ان الاجتماع يهدف إلى "إعادة تنشيط" العلاقات مع روسيا التي يحتاج الحلف إلي تعاونها لانهاء الصراع في سوريا وتسهيل انسحاب معظم القوات الاجنبية المقاتلة من أفغانستان بحلول نهاية 2014. وسيناقش الاجتماع الذي يعقد مرتين سنويا مسألة تمويل القوات الأفغانية بعد عام 2014 يومي الثلاثاء والاربعاء وستسبقه زيارة لوزيرة خارجية باكستان حنا رباني خار لمقر الحلف في بروكسل. وعينت روسيا سفيرا جديدا لدى الحلف في اكتوبر تشرين الاول بعد أن ظل المنصب شاغرا عشرة اشهر مما أنعش الآمال في تحسن العلاقات التي شابها التوتر بسبب خطط الولاياتالمتحدة والحلف لإقامة درع صاروخية في اوروبا بالاضافة إلى حملة القصف الجوي التي قام بها الحلف العام الماضي في ليبيا. لكن الحلف وروسيا يختلفان حول سبل انهاء الصراع المستمر منذ 20 شهرا في سوريا واستخدمت روسيا حق الاعتراض (فيتو) لمنع صدور ثلاثة قرارات لمجلس الامن الدولي كانت تهدف إلى زيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي عن منصبه. ومن المتوقع ان يثير وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي سيجتمع مع وزراء الحلف بمن فيهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء بواعث قلق بشأن خطط نشر صواريخ باتريوت أرض جو على حدود تركيا - عضو الحلف - مع سوريا. وقال مسؤول كبير في حلف الأطلسي مشترطا عدم نشر اسمه "سنبلغهم(الروس)...بان هذا امر دفاعي ولا يهدف إلى اقامة منطقة حظر جوي." ويتزامن اجتماع الحلف مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتركيا حيث من المتوقع ان يواجه نداءات جديدة تدعوه للمساعدة في انهاء الحرب في سوريا. وسيناقش اجتماع الحلف ايضا كيفية تدبير نحو 4.1 مليار دولار كمساعدات خارجية سنوية لقوات الأمن الأفغانية بعد عام 2014. وقال دبلوماسيون بحلف الأطلسي إن الحكومة الأفغانية تريد إدارة شؤونها المالية بنفسها لكن في ظل بواعث قلق الغرب بخصوص تفشي الفساد فمن المرجح ان يكون لحلف الأطلسي دور كبير في إدارة التمويل الدولي. وسيشارك وزير الخارجية الأفغاني زلماي رسول في الجزء المتعلق بافغانستان في المحادثات. وتتزايد الضغوط الداخلية في الدول الغربية لانهاء الحرب في أفغانستان مع عدم وجود دلائل تذكر على تراجع حدة القتال اذ هاجم متشددون اليوم الأحد قاعدة جوية للقوات الأمريكية والأفغانية في شرق أفغانستان. وبدأت باكستان التي تعد مساعدتها ضرورية للتوصل إلى تسوية سياسية للحرب الافراج عن بعض سجناء طالبان استجابة لنداءات من أفغانستان لتمهيد الطريق امام اجراء محادثات للسلام. ومن ناحية أخرى لا يتوقع احراز تقدم يذكر في محادثات بروكسل بشأن الخلاف بين حلف الاطلسي وروسيا حول خطط واشنطن لنشر درع صاروخية والمقرر اكتمالها على اربعة مراحل بحلول عام 2020 تقريبا للتصدي لاي تهديد محتمل من إيران. وتقول موسكو ان الدرع الصاروخية ستقوض قدرتها على الردع النووي بجعل صواريخها عرضة للهجوم. وقال مسؤول كبير بحلف الأطلسي ان من السابق لاوانه توقع اي مبادرة جديدة. وأضاف "اعتقد اننا ما زلنا في حاجة لاعطاء مسألة الدفاع الصاروخي بعض الوقت. سنحتاج إلى قوة دفع جديدة."