يتجه حلف شمال الأطلسي وروسيا إلى طي صفحة من العلاقات المتوترة بينهما استمرت عدة عقود من الزمن رافقت حقبة الحرب الباردة والفترة التي تلتها بعد انهيار المعسكر الشيوعي السابق. ويقول الدبلوماسيون في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل إن إعلان الولاياتالمتحدة تعليق مشروع إقامة مكونات درع الصواريخ العابرة للقارات في جمهورية التشيك وبولندا يفتح المجال بشكل جدي لإرساء روابط من نوع جديد بين موسكو والمنظمة العسكرية الغربية. وقال الحلف الأطلسي إن أول خطوة تجسد هذا المنحى ستتمثل في عقد أول اجتماع روسي أطلسي مكرس بشكل تام لمعاينة الموقف في أفغانستان من جميع جوانبه نهار الاثنين الثامن والعشرين من الشهر الجاري في بروكسل . ومن المتوقع أن يجتمع السفير الروسي لدى الناتو ديمتري روزوغين مع سفراء دول الحلف الثماني والعشرين في خطوة يراد منها التأكيد على بداية تنسيق عملي أطلسي روسي في أفغانستان . ويقول الدبلوماسيون الروس إنهم كانوا وراء الدعوة إلى هذا الاجتماع غير العادي في سير عمل الناتو حتى الآن. وتريد روسيا إن يتم إبلاغها بخطط الحلف العسكرية والسياسية في أفغانستان مقابل تقديمها الدعم الضروري للتحركات الأطلسية في هذا البلد. وأعرب مندوب روسيا لدى الناتو ديمتري روزوغين في وقت سابق من الشهر الجاري عن مخاوف روسيا من وجود أجندة أطلسية غير معلنة في أفغانستان وربما وجود مخطط لمغادرة هذا البلد في حالة وصول الإدارة العسكرية للوضع الأفغاني إلى طريق مسدود. ويريد الكرملين تجنب حصول زعزعة إقليمية شاملة في حالة تغيير الدول الغربية وكما هو متوقع لمجمل إستراتيجية التعامل مع أفغانستان رغم ما يردده المسئولون الأطلسيون في بروكسل وبقية عواصم الدول التي نشرت قوات عسكرية في أفغانستان. وتخشى روسيا من وضعية مشابهة لما رافق مغادرة القوات الأمريكية لفيتنام وكل ما يحمله ذلك من مخاطر زعزعة في دول توجد على مشارف حدودها. // يتبع // 1354 ت م