كل منا يعتبر نفسه الكائن الأفضل الذي يمتلك حق تقييم الآخرين ووضعهم في درجات تليق بهم من وجهة نظره. وتلعب التنشئة الاجتماعية دورا مهما في ترسيخ الاحساس العنصري تجاه الآخر، فنحن لا نربي أطفالنا منذ الصغر على مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات، دون التركيز بشكل مبالغ فيه على اختلاف اللون أو الدين أو الجنسية أو الاعتقادات الفكرية، ولا نزرع داخلهم أن نحترم من يخدموننا أو يسدون الينا معروفاً لأنهم يساعدوننا في تحمل أعباء الحياة، ورغم أنهم يتقاضون أجراً مقابل ذلك فإنهم يستحقون منا كل التقدير والتعامل بنبل ورقي. كذلك ينشأ الرجل على أنه جنس مميز يصلح لادارة الأسرة والمجتمع، وأن المرأة مخلوق ناقص ويصل الأمر لدى البعض الى حد ازدرائها واهانتها ومعاملتها كخادمة بلا أجر. اننا نتحرر حين يقبل كل منا ذاته ومواطن القوة والضعف في شخصيته وأننا لسنا ملائكة أو بشراً كاملين، فاذا تقبل الانسان نفسه بما فيه من نقص واكتمال، استطاع تقبل الآخر دون اعتبار كبير لاختلاف الدين أو الجنس أو أي انتماء آخر يعوق التواصل الايجابي والمتسامح مع الآخر، بدلا من هذا التنافر والاحساس العدائي الذي بات كالنار تحت الرماد، وما زلنا نكابر وندعي أننا بشر رائعون عادلون، لكننا في الحقيقة كاذبون لا نتعامل مع الآخر الا كمرآة نرى فيها قبح أنفسنا فقط! رضوى فرغلي معالجة نفسية - (متخصصة في العلاقات الزوجية ومشكلات الطفولة والمراهقة)