من الطبيعي أن يقدر الفرد ذاته ايجابياً ويشعر بتميزها أو تفوقها، ان كان لديه ما يدعو إلى ذلك، لكن يكمن الخطأ أو عدم السواء في الاحساس العنصري المبالغ فيه تجاه الآخرين، ووضعهم في مرتبة أقل ومعاملتهم من منطلق فوقي لا لشيء الا لكونهم مختلفين عنا أو لا يتماثلون معنا، ذلك الاحساس الذي يعكس شعور الشخص العنصري بالدونية، وتقديره المنخفض لذاته، وعدم ثقته، بقدراته أو تاريخه الشخصي والمجتمعي. ان الانسان الناجح على مستوى الواقع، والذي يشعر بهذا النجاح على المستويين النفسي والفكري ليس في حاجة الى اثبات ذلك أو الدفاع عنه، أو امتهان الآخرين والتقليل من شأنهم ليثبت دائما أنه الأفضل، وهذا ما أكده "تومان سول" Tomanne Soul في بحث أجراه في جامعة جورجيا أن الأشخاص الذين يمتلكون شعوراً عنصرياً قوياً ويتعاملون به مع الآخرين على أساس عقائدي أو جنسي أو طبقي، هم في الأساس يعانون مشكلات نفسية واجتماعية وأسرية منعتهم من التواصل الحميم مع الآخر، ويرتفع لديهم الاحساس بانعدام القيمة الاجتماعية، والشعور القوي بالنقص، لذا يسقطون ذلك الشعور على الآخرين، كما أنهم يتسمون بالتدين السطحي وعدم الاتساق مع الذات أوالمعتقدات التي يدافعون عنها، ولأنهم غير قادرين على مواجهة أنفسهم، فانهم يواجهون الآخرين بالتحقير والاقلال من شأنهم. ويشير «ج . ك فريمان» J.K. Freman في كتابه «العنصرية، إبعاد للذات والآخر» إلى أن المشاعر العنصرية التي نكنها للآخرين ما هي الا وسيلة دفاعية لابقاء الذات في حيز الوجود الدائم خوفا من الالغاء، لأن هؤلاء يوقنون في قرارة أنفسهم بأنهم لاشيء، ويعلمون جيدا حقيقة ذواتهم المتواضعة، وخوفا من اكتشاف أمرهم، يسارعون بنبذ الآخر والاعلاء من أنفسهم، وفي كل مرة يمارسون فيها عنصريتهم فانهم يخسرون من رصيدهم الأخلاقي الحقيقي في نفوس الآخرين وبالتالي يخسرون أنفسهم. رضوى فرغلي معالجة نفسية - (متخصصة في العلاقات الزوجية ومشكلات الطفولة والمراهقة)