نقص في الموارد الأولية و نضوب الثروات الأحفورية من معدنية و نفطية و فحم حجري و انتهاء عصر احتكار المعرفة التكنولوجية و الصناعية في ضل سرعة الانتقال الهائل للمعلومات و المعرفة عبر وسائل الاتصال و الانتقال السريعة و ستستفيق على أن القيم الديمقراطية التي أرستها لمواطنيها و سكانها سببت في العقود الأخيرة تراخي الشعور ناحية العمل والإنتاجية إلى الاتجاه ناحية الحياة المرفهة المنعمة ، ستكتشف أوربا أن عقود التعايش السلمي بين سكانها و أبنائها نتيجة وفرة الموارد و الرخاء الاقتصادي شارفت على النهاية و ستتجه نتيجة الشح في ذلك إلى الصراع على الثروة و الموارد فالأوربيين لا يزالون بشر و يحكمهم القوانين البشرية ، و قيم حقوق الإنسان و الحضارة البشرية لن تصمد أمام الصراع على تلك الموارد و ستتخذ هذه الصراعات كغطاء لها نفس إشكال الصراعات البشرية من صراعات دينية و مذهبية و عرقية و قومية بدأ بعضها يلوح في الأفق في بلجيكا و سابقا في أسبانيا . ستستفيق أوروبا على أن الأزمات التي صنعتها في باحتها الخلفية ( الشرق الأوسط ) ابتداء من عهد الاستعمار مرورا باتفاقية سايسبيكو إلى أزمة احتلال فلسطين و الآن غزو العراق سينعكس كل هذا على أوروبا محن و قلاقل أمنية و اقتصادية ليس أقلها موجات الهجرة التي ستستمر و مشاكل المهاجرين الحاليين التي بدأت بعض الدول في أوروبا تشعر بها و هي سبب القلاقل الأول فيها إضافة أن بعض الأزمات المصنوعة في الشرق الأوسط ستهاجر أيضا عبر المتوسط باتجاه أوروبا من كراهية و عنصرية. ستستفيق أوروبا و ستكتشف أنها دفعت الكثير و الكثير من التنازلات على حساب سياستها و اقتصادها لأولادها العاقين في أمريكا عبر مساهمة أوروبا بمساعدة أمريكا عند نشوئها بانتقال جزء كبير من ثرواتها و كثير من العقول و المعرفة إلى القارة الجديدة و أيضا عبر ابتزاز أمريكا أوروبا بقميص ماراشال الذي تلقيه أمريكا في وجه أمها العجوز ( أوروبا ) في كل مرة مطالبين أوروبا بارتهان المزيد من سياستها و اقتصادها لصالح صاحب القرار في البيت الأبيض و لو كان ذلك على حساب مصالح أوروبا و علاقاتها مع جيرانها في شرق القارة و جنوبا في أفريقيا و الشرق الأوسط . ستستفيق أوروبا على معرفة ذلك فهل ستسارع لإيقاف هذا التدهور ، أشك في ذالك فهي ستكابر في الداخل و ستبقي على التقدميات الاجتماعية الكبيرة والمكلفة لسكانها و ستحاول استجداء أمريكا لمساعدتها و ستبقي الأزمات في الشرق الأوسط و ستحاول إبقاء بعض الأنظمة التي تقدم لها الرشا من أجل استمرارها . ولن يجدي ذلك نفعا مع تمدد التنين صيني و وثبات نمور جنوب شرق آسيا السريعة و مشاغبات رفاق جيفارا في أمريكا اللاتينية و ترصد النووي الإيراني و دب روسي استفاق من السبات ، فماذا ستفعل القارة العجوز فلم يبقى أمامها إلا أن تلجأ للشعوذة . فهجرة الصناعة و التجارة إلى آسيا و أمريكا اللاتينية و أفريقيا التي تتمتع بتوفر الموارد الأولية و الأيدي العاملة الرخيصة و سهولة نقل التكنولوجيا و المعرفة ستزيد تفاقم الأزمة . وقد خسرت أوروبا انضمام تركيا إليها رغم ما كان سيمثله ذلك لها من عمق استراتيجي في الشرق الأوسط في تصرف غبي و عنصري ستجني ثمارها أوروبا ضياع المزيد من مصالحها في الشرق الأوسط المهاجرين في فرنسا وعدة دول أوروبية الباسك ي أسبانيا النازيون الجدد في ألمانيا النزاع العرقي بين القوميات في بلجيكا و الحبل على الجرار و كل تلك القلاقل تنتظر فقط أن تجد الجو الذي يمكن أن تعيش فيه و سيأتي ذلك الجو المشحون بعد نقص الموارد الأولية و تعاظم أجواء العنصرية و الصراع على الموارد و الثروة . المركاز - منتديات وادي نجران