إلى أين ستتجه أوروبا : قد يرى البعض في الجزء الأول نوع من التخيل أو التوقع أكثر منه قراءة واقعية وتحليل منطقي ، لن أقف عند ذلك و إن كنت أحترمه جدا ولكن سأمضي إلى الأمام لأتي هذه المرة بالتوقع و التخيل وإن كان لا يخلوا من قراءة تحليلية أوروبا التي قادت العالم خلال القرنين الماضيين و سلمت قيادتها لأمريكا في أواخر القرن الماضي ستستفيق على ما ذكرت في مقالي السابق ولكن أين ستتجه هل ستطالب بمشروع مارشال سياسي و اقتصادي من أمريكا فهذا لن يحدث في ضوء المصير الذي تخاف منه أوروبا قد يحدث في أمريكا بتسارع أكبر فما بدأ بسرعة ينتهي بسرعة خاصة و المواطن الأمريكي في الولايات الغنية أصبح يتساءل لماذا عليه أن يتحمل عبء الولايات الفقيرة و عبء الطبقات الأكثر فقرا في بلاده من لاتين و سود رغم أن الرئيس أسود و الغرابة أن الأمريكي لا يسأل نفسه أنه يجب عليه أن يتخلى من العبء الأكبر عليه و هو دعم إسرائيل بعد أن استنفذ جميع ما يمكنه من فائدة من وجوها و سيبدأ بالتخلي عن شقيقه الأمريكي قبل أن يتخلى عن إسرائيل . أم سنرى أوروبا ستستشير الخبيرة بريطانيا خاصة و قد مرت وهي الأخت والجارة الكبرى خاصة و قد مرت بنفس المرحلة عندما تفككت إمبراطوريتها التي لا تغيب عنها الشمس وهل ستجد عندها الجواب الشافي وهي التي تمكنت من التخلص من تبعات انهيار إمبراطوريتها من وراء البحار ولم تستطع أن تتخلص من هم الانفصاليين الايرلنديين الذين يعيشون على ترابها . أم سنرى أوروبا ترضى بالأمر الواقع و ترضى أن تكون الجدة التي يبر بها الأوفياء من أبنائها وأحفادها في أمريكا الذين ساعدتهم لإنشاء دولتهم و في الشرق الأوسط الذين احتضنت مهاجريهم و تكدس في بنوكها أموال سياسييهم و سترضى أن تكون بذلك جدة العالم العجوز . أعتقد أن أوروبا لن ترضى بذلك و ستتجه لمحاولة بدء حقبة استعمارية جديدة وهذه هي الكارثة و نذر الحرب العالمية الثالثة . المركاز منتديات وادي نجران