أعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أن ما حصل الأربعاء لجهة اقتحام متظاهرين يرافقهم نواب معارضون مبنى مجلس الأمة للمطالبة بإقالة رئيس الوزراء كان «يوما أسود» في تاريخ البلاد، مؤكدا أنه لن يقيل رئيس الوزراء. وقال الشيخ صباح في مقابلة مع رؤساء تحرير الصحف المحلية نشرت أمس إن هذا «شيء غير طبيعي في بلدنا و ما حصل في يوم الأربعاء، يوم دخولهم إلى مجلس الأمة وهم أعضاء في مجلس الأمة، يقتحمون ويكسرون حتى يدخلوا ويدخل معهم نحو 150 شخصا، أنا رأيي أن يوم الأربعاء كان يوما أسود بالنسبة لنا». وكان آلاف المتظاهرين يرافقهم نواب من المعارضة، اقتحموا مساء الأربعاء مبنى مجلس الأمة في العاصمة الكويتية ودخلوا القاعة الرئيسية حيث رددوا النشيد الوطني قبل أن يغادروا المكان بعد ذلك بدقائق، في سابقة في تاريخ الكويت. وكان المتظاهرون متوجهين في مسيرة إلى مقر رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح وهم يهتفون «الشعب يريد إقالة الرئيس» عندما اعترضتهم قوات الشرطة واستخدمت الهراوات لمنعهم من التوجه إلى المقر القريب من مبنى مجلس الأمة، فما كان منهم إلا أن اقتحموا المبنى.
وأضاف أمير الكويت «نتساءل: لماذا كل هذا الذي يحدث؟ تطالبون باستقالة رئيس الوزراء؟! هل استقالة رئيس الوزراء تأتي بأمر أو بإصرار منهم؟». وتابع: «أنا الذي أعين بناء على الدستور وأنا الذي أقيل وأعيد رئيس الوزراء وأقيل الوزراء الآخرين، ولكن أن يقسموا أنه يجب أن يشيلوا رئيس الوزراء، حتى لو كان لدي نية أن أطلب منه الاستقالة فلن أطلب منه أن يستقيل بأمر من هؤلاء الناس». وقال أيضا «لو تطلبني عيوني أعطيك، لكن أن يقسموا بالله أن لازم أشيل فلان لا أقبلها». وأشار الأمير إلى أن نحو 40 شخصا بينهم نواب اعتقلوا على خلفية اقتحام مجلس الأمة، مؤكدا أن «الذي يحكم على هؤلاء الناس هو القضاء، صحيح نحن عفونا وتساهلنا، لكن هذا الجرم يختلف اختلافا كليا، إذ أنه من الممكن أن أتنازل على شخص أو على رئيس الوزراء، لكن هذا الجرم على الكويت نفسها، وحكم المحكمة سيطبق والقانون سيطبق». وكان الشيخ صباح أمر الخميس قوات الحرس الوطني والأجهزة التابعة لوزارة الداخلية بأخذ كل التدابير للحفاظ على أمن واستقرار الكويت بكل حزم غداة اقتحام البرلمان. وتصاعدت حدة التوتر مؤخرا في الكويت مع إطلاق المعارضة حركة احتجاج بعد دعاوى فساد لا سابق لها تشمل اتهامات ل15 نائبا من أصل 50 في مجلس الأمة ولمسؤولين في الحكومة. وفتح النائب العام الشهر الماضي تحقيقا حول حسابات نواب يشتبه بأنهم حصلوا على 350 مليون دولار ك«رشى»، بحسب ما أعلن نواب من المعارضة. وقد أرغمت الفضيحة وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح على الاستقالة بعد أن اتهم النائب المعارض مسلم البراك الحكومة بالقيام بعمليات تحويل غير مشروع للخارج عبر السفارات الكويتية. وتعرض رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح منذ توليه رئاسة الحكومة للمرة الأولى في فبراير (شباط) 2006 لانتقادات مستمرة من المعارضة ما أسفر عن استقالة الحكومة 6 مرات وحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة 3 مرات.