عبدالرحمن حسن جان* التأتأة هي اضطراب كلامي حيث يتعطل تدفق الكلام بواسطة التكرارات اللا إرادية أو إطالة في الأصوات أو في المقاطع الصوتية أو في الكلمات أو في العبارات ، وأيضاً التوقفات الصامتة غير الإرادية . في برنامج معالي المواطن ، استضاف المذيع المتألق علي العلياني نخبة من أبطال التأتأة ، الذين تغلبوا على مشكلتهم هذه ، البعض منهم تخلص منها تماماً والبعض تحسن منها بنسبة (80٪) ، ما أردت التركيز عليه هنا أن أحد الأبطال المشاركين في الحلقة أثبت فعلياً أن الدماغ يتكون من فص أيمن مسؤول عن الغناء وفص أيسر مسؤول عن الكلام ، فكان هذا الضيف عندما يتحدث بطريقة عادية كانت تظهر عليه التأتأة واضحة ، وفي المقابل عندما يغني لم يكن يُتأتئ اطلاقاً . يقول بير شولبه : “نعلم أن الجزء الأيمن من الدماغ هو المسؤول عن الغناء ، في حين أن الجزء الأيسر هو المسؤول عن الكلام ، ولدى المصابين بالتأتأة تظهر على هذا الجزء اضطرابات “، وبالتالي فإن الغناء بالنسبة لهؤلاء لا يشكل أي مشكلة على الإطلاق . ولإثبات صحة ما يقوله يبدأ مع مجموعته بالغناء ، فيغني الجميع بطلاقة ودون تلعثم حتى لمرة واحدة . من ضمن ما يدرب أخصائيو التخاطب والنطق عليه المصابين بهذه المشكلة هو تدريبهم على طريقة التغني بالكلام ، أي التخيل أنه يريد الغناء ويتحدث بطريقة إيقاعية تشبه الغناء أو بمعنى آخر ، استخدام جزأي الدماغ الأيمن والأيسر والدمج بينهما وذلك ليتم التحدث بطلاقة . إننا كمسلمين لدينا وسيلة فعالة للتقليل من التأتأة و هو القرآن الكريم و تجويده يساعد و بشكل ممتاز على التقليل من ظاهرة التأتأة . ومن أفضل الوسائل العلاجية ممارسه التمارين مثل الاسترخاء ، وعلى الشخص أن يأخذ نفساً عميقاً عند بداية الكلام ، وهناك من الخبراء من ينصح الشخص بداية بأن يبدأ القراءة لوحده بصوت مرتفع ، مع تسجيلها على جهاز تسجيل ثم اعادة سماعها، ثم لاحقا القراءة بحلقة مصغرة مع الأهل والمعارف المقربين، ثم يتم الانتقال تدريجياً إلى المحيط الأكبر فالأكبر على مراحل وبخطوات مدروسة . كشف البروفيسور راشد السهل ، بروفيسور علم النفس التربوي ، والمرخَّص عالمياً في الإرشاد السلوكي المعرفي ، أن: الطفل يعاني من مشكلات في الكلام والتأتأة لأسباب عضوية ، أو نفسية ، منها : القسوة الزائدة من الوالدين. نقص، أو ضعف الحوار بين الطفل ومَن حوله. ترك الطفل مع الخادمة والاعتماد عليها في كل شيء. الاضطراب الانفعالي. عدم الشعور بالأمان. الخلافات الأسرية. أما الأخطاء التي قد يقع فيها الوالدان مع طفلهما المصاب بالتأتأة : مقارنته بغيره. إجباره على الكلام. الانفعال مع كلامه. مقاطعته باستمرار. استعجاله بالكلام. السخرية من كلامه. وهناك إرشادات مهمة للتعامل مع تأتأة الطفل : يجب على الوالدين عدم مقاطعته عند الكلام. عدم تصحيح كلامه. الابتسام له حين يتكلم. التحدث معه دائماً. لا تطلب منه إعادة كلامه. إن التأتأة مشكلة عالمية يعاني منها حوالي 70 مليون شخص على مستوى العالم ، من بينهم العديد من النجوم والفنانين ، إضافة إلى بعض الشخصيات والقادة على مر العصور . ومن أشهر الشخصيات العالمية المصابة ب”التأتأة” : من القادة العسكريين والعلماء نجد : نابليون بونابرت، تشرشل، داروين، نيوتن، الملك تشارلز الأول ، كما تضم القائمة بعضاً من نجوم العالم والفنانين مثل: مارلين مونرو، المايسترو يورك أوشاكا، بروس ويليس، الممثل الكوميدي روان أثكنسون المعروف “مستر بين”. ويعتقد أخصائيون إنكليز ان نحو ثلاثة ملايين بريطاني يعانون من التلعثم بالكلمات والتأتأة أثناء الحديث ، منهم حوالي 100 الف طفل بين سن الخامسة والسادسة عشر ، غير أنهم يتخلصون من هذه الحالة قبل انتهائهم من مرحلة التعليم الأساسي . الحمدلله أن التأتأة مشكلة بسيطة ممكن أن تختفي بعد فترة ، وأنها ليست شللاً ولا عمى ، وليست صمماً ولا بكم . *أخصائي أول اجتماعي