عبدالمحسن محمد الحارثي لا يصنعُ للشعوب تقدُّمها إلّا الرَّجال العِظام .. إنَّهُ ابن سلمان ( محمد) ولي العهد السعودي ، الذي رفعَ رأسه في وقت الشدائِد ، وقال : للصَّعبِ أهلاً .. وتِلك طبيعة الخلَّاقين ؛ لأنَّ العظمة حالة فرديّة ، وليست عظمة الفرد بمركزه أو قامته ، وإنَّما بِخلق الفُرص ورسم الطريق! قال شكسبير :( من النّاس من يُولدُ عظيماً ، ومنهُم من يصنعُ العظمة ، ومنهم من تقتحمُ العظمةُ بابهِ)، فهو من بيت ملُوك ، وخلّاق لِلفُرص ، واقتحمت العظمةُ بابه ؛ لأنَّه جديرٌ بها دون غيره. فإذا كان لِلعظمةِ أبواباً تُحيطُ بها بِحار آسنة ، فإن لها كذلك شبابيك تُثير روائح المُقرفين ، وتلك طبيعة الإنسان العظيم ؛ يحسدونهُ في حياتهِ ، ويمدحُونه بعد مماته! ولكن. حسْب ابن سلمان أنَّ لهُ قلبان: قلبٌ يتألم ، وقلبٌ يتأمَّل .. كما قال جبران! ليستْ عظمةُ ابن سلمان في المركز الذي يتبوأ ، بل في الطريق الذي سلكهُ إليه ، لذا أتمنّى ألّا أموت حتّى أرى بلادي وقد تبوأت مصاف الدول المتقدِّمة ، حتّى أُسطِّر ما كتبهُ العُظماء ؛ ليقرأ الإنسان العادي بين السطور خِصال العظيم ، وما يتحلّى به من سخاء ومُروءة واعتدال ، فالعظيم من كان عظيماً في الشقاء ، عظيماً في حُبِّ شعبه ؛ فهو لا يحتقر ، بل يجعل كل فردٍ يشعر بأنهُ عظيم. لقد شقَّ طريقه بين عُظماء أنداده ، ولكنّهُ تفوَّق على الجميع ليس لأنهم صِغار ، وإنَّما لِرُؤيته التي رسم لها طريقاً منذُ نُعُومةِ أظفاره ممّا أكسبهُ ثِقة ملك الإنسانيّة أبا متعب- رحمه الله تعالى- ونظرة والده الملك سلمان الذي وضعهُ نائبا ووليّاً لِلعهد من بعده ؛ لأنَّ والدهُ رأى فيه سمات النجابة والصبر على الشدائد ، كالشجرة الباسقة أمام العواصف ، وكالطود الذي لا يهزّهُ الريح . قال شكسبير:( في هذه الحياة تجدُ كثيراً من العُظماء ، وكثيراً من الأبرار ، ولكن قلّما تجد رجلاً عظيماً ما بارَّاً). إنهُ الشاب الطموح البار الذي أخذ على عاتقه أنهُ نذر نفسه لهذا الوطن خِدمةً للدِّين أولاً ، ولمليكه وشعبه الكريم ، في سبيل تسطير التاريخ لأروع عظيم في الدولة السعوديّة الجديدة.