بقلم : متعب الزايدي كما هو معلوم لدينا أن الأصل في الشخصية أن تكون سوية، إلا إذا حدث خلل في التنشئة الاجتماعية فتصاب بإضطراب ينتج أطيافا واسعة من الأنماط السلوكية التي يصعب علينا إيجاد تفسير لبعض منها . وتعرف الشخصية النرجسية بأنها نمط من أنماط الشخصية غير المرنة وغير المتكيفة التي ينشأ عنها فشل إجتماعي أو وظيفي أو معاناة ذاتية. واشتق لفظ النرجسية من اسم أحد الاشخاص (نرجسNarcissus) وكما تروي القصة الاغريقية القديمة, كان هذا الشخص يتميز بمظهر جميل ، وقد شاهد أثناء تجوله في أحد الأيام وفقا للاسطورة صورته في بحيرة هادئة فوقع في حب نفسه . ومن صفات الشخصية النرجسية ، الشعور بالعظمة والاعجاب بالنفس و عشق الذات وتضخيمها لحد الجنون ، وصاحب هذه الشخصية ذو خيال واسع نحو القمة حتى يزداد معجبيه ، يسخر الناس لمصالحه وخدمتة فقط ، لايعترف بجميل أحد عليه ، ملابسه يبالغ في أناقتها ولا تتناسب مع عمره وشكله ويثور إذا لم تجامله الناس ولا يتحمل النقد ابدا. ومن العوامل غير التربوية التي تسهم في نشأة النرجسية: الحماية والتدليل الزائد للأبناء ،تجاهل الأباء لمخاوف واحتياجات الطفل ،فقدان المدح والتشجيع في الطفولة ، الإيذاء العاطفي أو الإهمال. الإسراف فى المدح والإهتمام. والحق أن الشخصية النرجسية من الصفات غير المحببة إذ إنها تغلق المرء على ذاته فهي نوع من التقوقع داخل النفس والانشغال بها حتى يشعر بأنه مركز الكون ومحط اهتمام الجميع، وهذا الاهتمام بالذات والانشغال الزائد به يسبب الكثير من المشاكل . ولا أحد ينكر أن النرجسية تسبب الكبر الذي يعتبر من الذنوب التي يبغضها الله سبحانه وتعالى قال تعالى) ( يأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات13 وقال تعالى( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) النجم 32