من مظاهر الإهمال التي قد تؤدي إلى عدم تنشئة سليمة للأطفال الإهمال التربوي، وهو عدم اكتراث الأبوين لاتباع أساليب سليمة في التربية، مما ينعكس سلباً في انتاج أشخاص غير ناضجين سلوكيا أو اخلاقيا للمجتمع، وهذا الخلل مرده اتباع أساليب خاطئة في التربية. وعادة تتبع الأسرة التي لم تتلق معلومات كافية ولديها قصور في الوعي التربوي عدة أنماط خاطئة في تربية الطفل والتي تؤثر على تكوين شخصيته. النمط الأول: الإسراف في تدليل الطفل والإذعان لمطالبة مهما كانت، وتكمن أضرار هذا النمط في انتاج طفل غير متحمل للمسؤولية، ويعتمد على الغير، ولا يتحمل مواقف الفشل والإحباط في الحياة الخارجية حيث تعود على تلبية كافة مطالبه وهو يتوقع نفس الإشباع المطلق لمتطلباته من المجتمع فيما بعد، فتنمو نزعات الأنانية وحب التملك للطفل. النمط الثاني: الإسراف في القسوة والصرامة والشدة مع الطفل وإنزال العقاب فيه بصورة مستمرة وصده وزجره كلما أراد أن يعبر عن نفسه، وتكمن أضرار هذا النمط في أنه قد يؤدي بالطفل إلى الانطواء أو الانزواء أو انسحاب من معترك الحياة الاجتماعية، وقد يؤدي لشعور الطفل بالنقص وعدم الثقة في نفسه، وصعوبة تكوين شخصية مستقلة نتيجة منعه من التعبير عن نفسه، وشعوره الحاد بالذنب، كره سلطة والديه وقد يمتد هذا الشعور إلى معارضة السلطة الخارجية في المجتمع، وقد ينتهج هو نفسه منهج الصرامة والشدة في حياته المستقبلية عن طريق عمليتي التقليد أو التقمص لشخصية أحد الوالدين أو كلاهما. النمط الثالث: النمط المتذبذب بين الشدة واللين، فمثلاً قد يعاقب الطفل مرة في موقف ويسكت عنه أو حتى يثاب مرة أخرى من نفس الموقف، ومن أضرار هذا النمط، أن الطفل يجد صعوبة في معرفة الصواب والخطأ، وينشأ على التردد وعدم حسم الأمور، ويمكن أن يكف الطفل عن التعبير الصريح والتعبير عن آرائه ومشاعره. النمط الرابع: الإعجاب الزائد بالطفل حيث يعبر الآباء والأمهات بصورة مبالغ فيها عن إعجابهم بالطفل وحبه ومدحه والمباهاة به، ومن أضرار هذا النمط، شعور الطفل بالغرور الزائد والثقة الزائدة بالنفس، كثرة مطالب الطفل، وتضخيم الفرد من ذاته ويؤدي هذا إلى إصابته بعد ذلك بالإحباط والفشل عندما يصطدم مع غيره من الناس الذين لا يمنحونه نفس القدر من الإعجاب. النمط الخامس: فرض الحماية الزائدة على الطفل وإخضاعه لكثير من القيود ومن أساليب الرعاية الزائدة الخوف الزائد على الطفل وتوقع تعرضه للأخطار من أي نشاط، ومن أضرار هذا النمط أنه يخلق شخصاً هياباً يخشى اقتحام المواقف الجديدة، وينشأ لديه عدم الاعتماد على الذات. النمط السادس: اختلاف وجهات النظر في تربية الطفل بين الأم والأب كأن يؤمن الأب بالصرامة والشدة بينما تؤمن الأم باللين وتدليل الطفل أو يؤمن أحدهما بالطريقة الحديثة والآخر بالطريقة التقليدية، ومن أضرار هذا النمط، أن الطفل قد يكره والده ويميل إلى الأم وقد يحدث العكس بأن يتقمص صفات الخشونة من والده، ويجد مثل هذا الطفل صعوبة في التمييز بين الصواب والخطأ أو الحلال والحرام كما يعاني من ضعف الولاء لأحدهما أو كلاهما، وقد يؤدي ميله وارتباطه بأمه إلى تقمص صفات الأنثوية. النمط السابع: التفرقة بين الأبناء وذلك إما للجنس أو للعمر أو للشكل، ومن أضرار هذا النمط أن يشعر الطفل بالحقد والحسد لإخوانه والكراهية لوالديه، وقد يصبح الطفل أنانياً، ولا يعرف الطفل حقوقه وواجباته. النمط الثامن: تحقير الطفل وإثارة الألم النفسي لديه، ومن أضرار هذا النمط فقدان الطفل لشخصيته، والشعور الدائم بالإحباط والذل، والعدوانية، وخنوع الطفل ورضوخه للذل، وفقدان الشعور بالإنسانية والكرامة وعزة النفس. * قسم التثقيف الصحي