مريض كان يشعر باليأس من الحياة ومحبط وقانط وفاقد للأمل وقلقا ومكتئبا وحائرا ، والميول الانتحارية تراوده وكأنما اجتمعت في شخصه الضعيف جميع الأمراض النفسية المذكورة في مراجع الطب النفسي ، حتى أهلكته ، وأصبح يطارده شبح الموت في كل مكان ، كل ذلك أصابه بعد علمه أنه أصبح حاملا لفيروس مرض نقص المناعة المكتسبة ( الإيدز ) ولما لوحظت عليه تلك الأعراض من قبل معالجيه في المستشفى عندها كان لزاما على زميلي الأخصائي النفسي القيام بمقابلته لممارسة دوره المهني والانساني بهدف التخفيف من معاناته وضغوطه النفسية المصاحبة لمرضه ، ولعل من أهم ما قام به ذلك الأخصائي عملية التفريغ الوجداني للمريض ، اضافة إلى اقتراح برنامج علاجي مناسب له ، مما جعله يتنفس الصعداء واستمر يفضفض ويفضفض للأخصائي وكأن صدر حنون احتوى ذلك المريض وأخرجه من حالة الهم والغم إلى حالة الارتياح النفسي ، والتكيف مع المرض . ولنا أن نتخيل ما ستؤول إليه حالة هذا المريض دون عرضه على الأخصائي النفسي ، فقد تتدهور حالته الصحية والنفسية وقد يصاب بالجنون أو قد يلجأ للإنتحار ليتخلص من ضغوطه النفسية . فكل الشكر إلى هذا الأخصائي البارع والماهر في مهنته ، مما سبق يتبين لنا أهمية مشاركة الطبيب النفسي والأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي والمرشد الديني ضمن منظومة الفريق العلاجي في المستشفيات العامة ، وتفعيل دورهم بشكل أكثر ، وذلك للتعامل مع الأعراض النفسية والاجتماعية والروحية السقيمة المصاحبة للمرض العضوي وتقويتها على أساس أن العلاج الناجح الأفضل أن يكون شموليا ومتكاملا .