مكنسة و دهن العود بقلم : أ- حسن باروم كم من قرية كانت آمنه مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله , ولم تشكر تلك النعم فألبسها الله لباس الخوف و الجوع .. انتشر مقطعاً عبر اليوتيوب في الآونة الأخيرة لأشخاص يغسلون أيديهم بدهن العود الفاخر بدلاً عن الماء و الصابون ' و آخر يُكنس الأموال بمكنسة القمامة .. أخشى كثيراً أن يحل بنا الفقر لما يفعلونه هؤلاء ! .. إلى أي حال وصلنا من البذخ الغير مبرر ! يغسلون أيديهم بمبالغ تصل لأكثر من خمسون ألف ريال ! .. لم يكن الكرم يوماً بهذا التبذير و الإسراف , لم تكن الرفاهية يوماً بغسل اليدين بدهن العود ! لا أعلم هل كان هناك رجلاً حكيماً يرفض هذا التصرف !! .. كم من أمم يتخطون الملايين يحتاجون إلى رغيف من الخبز حتى يأكل و يسد رمق جوعه .. و لا تتحدث عن مجاعة افريقيا بأكملها التي تدمع العين على حالهم .. لماذا لا نحمد الله على ما أنعمه علينا .. لماذا نظهر هذا الإسراف و التبذير أمام أعين هذا العالم ندخل في صراع المظاهر الكاذبة و الخادعة .. نَدخل موسوعة جينيس لأطول المأكولات و نتفاخر بها ! .. دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً إلى بيته فوجد كسرة من الخبز مُلقاه عند بيته فقال : يا عائشة .. أكرمي كريمك فإنها مانفرت عن قومك فعادت إليه .. أي : أكرمي هذه النعمة التي رزقنا الله إياها .. فلن يدخل الجنة من كان يَحمل في قلبه مثقال ذرة من كٍبر .. أخشى كثيراً أن نُسأل عن هذا النعيم .. يقول الله تعالى : " ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ " .. اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك و تحول عافيتك و فجأة نقمتك و جميع سخطك .. لقطة ختام : أعلم كثيراً بأن كُل شخص يمتلك الحُرية الكاملة في ماله … و لكن احذر من التفاخر و الإسراف الكاذب و الخادع .. لم أكتب ذلك إلا نصيحة و محبة لكم .. أسأل الله يأن يجمعنا في جنات النعيم .