دعا الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام السعودية رئيس هيئة كبار العلماء، الفلكيين ومراصد الأهلة المشككين في دخول شهر رمضان وخروجه إلى الكف عن ذلك، والبعد عن التشويش. وقال آل الشيخ : "لا بد من إثبات دخول شهر رمضان المبارك أو خروجه بالرؤية الشرعية وهي الفاصل في ذلك، فإذا رأيناه أفطرنا وإذا لم نره أكملنا، قال النبي – صلى الله عليه وسلم:" صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين". وحول خروج بعض الفلكيين خلال الأيام الماضية بتوقع العيد وتحديده في أيام معينة، قال: " كفوا عن ذلك، فالصوم والإفطار بالرؤية". يأتي ذلك في الوقت الذي منعت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية منسوبيها من الفلكيين والمختصين من الحديث عن الأهلة ودخول وخروج الأشهر خاصة شهر رمضان المبارك في وسائل الإعلام، والبعد عن الدخول في هذه الجدليات. وطالب علماء ومشايخ الجهات ذات العلاقة بردع الفلكيين من المشككين وإيقافهم من التشويش على الناس، وذلك في دخول الشهر وخروجه. إلى ذلك، قال المهندس محمد شوكت عودة رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة: "إن بداية شهر شوال وعيد الفطر ستكون 28 يوليو لمَن يكتفي بالحسابات الفلكية التي لا تشترط الرؤية البصرية أو بالنسبة للدول التي لا تدقق كثيراً في شهادة الشهود، إن غاب القمر بعد الشمس، أو بالنسبة للدول التي تقبل رؤية الهلال باستخدام تقنية التصوير الفلكي، في حين أن بداية شهر شوال ستكون يوم الثلاثاء بالنسبة للدول التي تتحقق من الشهود جيداً ولا تقبل إلا بالرؤية بالعين أو بالتلسكوب، وهذه الدول قليلة". وأضاف: "بإلقاء نظرة على وضع الهلال يوم الأحد 27 تموز (يوليو) نجد أن الرؤية مستحيلة من شمال آسيا وجميع أوروبا وكندا، بسبب غروب القمر قبل الشمس في هذه المناطق، في حين أن رؤية الهلال غير ممكنة لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب على الرغم من غروب القمر بعد الشمس في كل من قارة آسيا عدا شمالها، وقارة أستراليا وشمال ووسط إفريقيا ومعظم الولاياتالمتحدة، ورؤية الهلال ممكنة باستخدام التلسكوب فقط من جنوب إفريقيا وأمريكا الوسطى، في حين أن رؤية الهلال ممكنة بالعين المجردة بصعوبة من أمريكاالجنوبية، أما الأماكن التي يمكن منها رؤية الهلال بالعين المجردة بسهولة فهي المحيط الهادئ فقط". وكان الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كِبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، وصف المشككين من الفلكيين وغيرهم بصحة دخول شهر رمضان المبارك، بأنهم أشغلوا أنفسهم والناس ب"جدليات"، مبيناً أن البعض منهم يحاول إلغاء العمل بالرؤية والاعتماد على الحساب الفلكي. وقال الشيخ الفوزان: "إن الرؤية في الغالب لا يدخلها شكٌ، فمن رأى ليس كمَن سمع، قال تعالى :"يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ"، والحساب عملٌ بشري يدخله الخطأ والنقص وعبادتنا كلها مبنية على الرؤية للهلال، والرؤية لطلوع الفجر، والرؤية لدلوك الشمس، والرؤية لمساواة الظل مع الشخص، والرؤية لغروب الشمس، والرؤية لمغيب الشفق الأحمر لأوقات الصلوات الخمس".