نحلم ونحقق، هكذا نخطو خطوات واثقة نحو العالمية. ففي إنجاز حضاري وعمراني غير مسبوق ، ووسط فرحة عارمة ، واحتفالات كبيرة من المواطنين والمقيمين، افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ، مشروع قطار الرياض، الذي يُعد العمود الفقري لشبكة النقل العام بالمدينة، التي باتت وبجدارة وفخر عاصمة ومركز قرار سياسي وإداري واقتصادي على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، وفق رؤية المملكة 2030 التي أطلقها قائدنا الملهم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله . المشروع شمل تنفيذ ستة خطوط للسكك الحديدية تمتد 176 كيلومترًا وتعمل عليها قطارات كهربائية بدون سائقين، إضافة إلى أن 40 % من خط سير القطار سيكون من تحت الأرض مما يسمح باستمرار حركة المواصلات بشكلها الطبيعي ، كما يهدف إلى تقليل عدد السيارات على الطرق بمقدار مليونيْ رحلة يوميًا وتوفير ما يعادل 400 ألف لتر من الوقود يوميًا، ويُخفض انبعاثات الكربون بمقدار 400 ألف طن سنويًا، ممّا يعكس التزام المملكة بمعايير الاستدامة البيئية. وانطلق المترو بداية هذا الأسبوع، في إطار خطة التشغيل التتابعي لمسارات القطار من أجل ضمان خطة تنقل سلس وآمن بطاقة استيعابية مبدئية تبلغ مليون راكب يومياً ، وانطلقت عمليات التشغيل على ثلاثة مسارات من أصل ستة مسارات، وهي: المسار الأول الخط الأزرق محور العليا – البطحاء، والمسار الرابع الخط الأصفر محور طريق مطار الملك خالد الدولي، والمسار السادس الخط البنفسجي محور طريق عبد الرحمن بن عوف طريق الشيخ حسن بن حسين بن علي، وتكتمل أعمال المشروع الذي يعزّز جاذبية العاصمة في منتصف هذا الشهر ، إذ سيجري تشغيل المسارين المسار الثاني الأحمر : طريق الملك عبدالله والمسار الخامس الأخضر : طريق الملك عبدالعزيز، ثم تشغيل المسار الثالث البرتقالي : محور طريق المدينةالمنورة في يوم الأحد 5 يناير 2025 لتكتمل بذلك جميع مسارات شبكة قطار الرياض الستة ، وجميع محطات الشبكة البالغ عددها 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسة ، وستحتضن محطات القطار أربعة أعمال فنية مميزة أبدعها فنانون محليون ودوليون، بهدف إثراء المساحات والأماكن العامة، وتعزيز الإبداع، وإضفاء طابع ثقافي مميز على الحياة اليومية لسكان وزوار الرياض. لذا نستطيع القول وباقتدار إن مشروع قطار الرياض مشروع ضخم يشكل نقلة نوعية كبيرة وتاريخية لتطوير البنية التحتية لحركة التنقل بالعاصمة، ويدعم الحراك التنموي والاقتصادي والاجتماعي على المستوى العام ، ويكرس جودة الحياة، محققاً مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية ، وهكذا أضحت عاصمتنا الرياض، تمثل أنموذجًا عالمياً فريدًا في مجال التطور الحضري ، ووجهة جاذبة للاستثمار العالمي .