الإجهاد المزمن الناتج عن العمل أو الدراسة أو المسؤوليات اليومية يُعد خطراً صامتاً يمكن أن يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية بشكل كبير. ضغوط العمل، مثل ساعات العمل الطويلة، المواعيد النهائية الصارمة، والتوتر الناجم عن العلاقات المهنية، تُعتبر من أبرز مسببات الإجهاد المزمن. في الدراسة، يؤدي الضغط لتحقيق التفوق الأكاديمي والتعامل مع كثافة المواد الدراسية إلى مستويات مرتفعة من التوتر، مما ينعكس سلباً على الصحة الذهنية والجسدية. أما على صعيد المسؤوليات، فإن التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، ورعاية الأسرة، والالتزامات المالية، يزيد من عبء الإجهاد اليومي. بحسب الطبيبة النفسية أودري تانغ، الإجهاد المستمر يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، التي تؤدي إلى تغيرات في الجسم، مثل انقباض الأوعية الدموية وزيادة معدل ضربات القلب. إذا تُرك دون معالجة، فقد يتسبب في أمراض خطيرة، مثل النوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم المزمن. وعلامات الإجهاد المزمن تشمل صعوبة النوم، القلق المستمر، تغيرات في الشهية (فقدانها أو الإفراط في تناول الطعام)، إضافة إلى آلام الصدر، الصداع، وآلام العضلات. الإجهاد المزمن، يؤثر أيضاً على مستويات هرمون التستوستيرون، مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية. ومن المثير للقلق أن هذه الأعراض غالباً ما يتم تجاهلها، حيث يشعر البعض بالحرج من الحديث عنها أو يعتقدون أنها أعراض عابرة. الخبراء ينصحون بتبني تقنيات إدارة الإجهاد، مثل ممارسة الرياضة، التأمل، والاسترخاء، إضافة إلى طلب المساعدة المهنية عند الحاجة. التعامل مع الإجهاد في مراحله الأولى يمكن أن يقلل من مخاطره ويحسن جودة الحياة بشكل كبير.