لا تستغربوا فأنا حقاً أدعو الجميع الى عدم الصوم, فلماذا نصوم في شهر رمضان فقط ونترك باقي العام دون صوم ؟ فهل الصوم حكر على شهر رمضان المبارك فقط؟ . لما لا نجعل السنه كلها رمضان , ألا نستطيع ذلك ؟! بلى بمقدورنا العام كله رمضان , قد يقول البعض ان لرمضان روحانيه وأجواء خاصة وأنا أشارككم الرأي حتماً ونحن نعلم ان أوله رحمه وأوسطه مغفرة و أخره عتق من النار وأن الشياطين تصفد في ذلك الشهر الكريم, نحن متفقون على ذلك ولكن رب الصيام موجود طوال العام فيمكننا ان نمارس الصوم على مدار العام والصوم هنا الذي أعنيه أن نصوم عن الذنوب والآثام والمعاصي لا الصيام عن الطعام , ولكي نجعل عامنا كله رمضان علينا أن نتخذ السبل التي تؤدي الى ذلك . أولاً : الإخلاص في جميع عباداتنا فتكن خالصة لله وحده , فبربك هل تخلص في عملك في شهر واحد فقط وما حال الأشهر الأخرى ؟ هل تعمل لغير وجه الله تعالى ؟ هل تؤدي واجبك لتأخذ الشكر من الأخرين كالمدير أو المعلم وخلافة ؟ فإن كان هذا هدفك فأنت بذلك أفسدت الإخلاص , لأن الإخلاص يعني عدم تعلق القلب بالبشر . ثانياً : عليك أن تكون زاهداً في الدنيا فلا تحرص على حب التملك والظهور والشهرة كي تحوز على الإعجاب من الآخرين وتكسب مكانة ورفعة بينهم فالزهد يعني عدم تعلق القلب بالدنيا وزينتها الفانية . ثالثاً : عليك أن تكون واضح الهدف والغاية والوسيلة فيجب أن يكون هدفك وغايتك الجنة ووسيلتك محموده ففي منهج الإسلام الغاية لا تبرر الوسيلة فنحن غايتنا الجنة وعليه يجب أن تكون وسيلتنا مشروعة ومأمونة صحيحة خاليه من الشبهات . رابعاً: الحرص على الوقت فإن الدقيقه التي تمضي لم ولن تعود وإن فات الوقت لا سبيل لتعويضه , فنحن نعلم ان أمرنا بيد الله يقضي فيه ما يشاء بين لحظة وأخرى (كل يوم هو في شأن ) فيجب أن يكون قلبنا يقظ وينشغل بعدم إنقضاء الوقت , دائماً نفكر هل نحن اليوم أفضل من الأمس وهل نحن الآن أفضل حالاً من قبل قليل بعلاقتنا وصلتنا بربنا وهل تقربنا إليه أكثر بفعل أو قول صالح أم نحن على حالنا , هل فعلنا ما يقربنا إلى الله وبالتالي نقترب إلى هدفنا "الجنه" . خامساً : علينا ان نكثر من الخبيئة الصالحه التي لا يعلمها إلى الله فهي أكثر إخلاصاً الى الله كركعات في جوف الليل بقلب خاشعٍ سليم . خطوات بسيطة تجعل عامك كله رمضان ومن هنا فلنتفق معاً لن نصوم رمضان فقط بل سنجعل الصيام طوال العام ,ليس صيام عن الطعام بل نصوم عن كافة الذنوب والآثام حتى نصبح من خير الأنام ولنبدأ من الآن ومن ثم رمضان وما بعد رمضان . ألا تود ان يطلع الله على قلبك فيرى انك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو. الكاتبة: مرفت محمود طيب