ما هي إلا أيام ونستقبل ضيفاً عزيزاً على قلوبنا، ضيفاً كريماً ننتظر قدومه من العام الى العام، هذا الضيف هو شهر رمضان المبارك، شهر القرآن، شهر الرحمة والغفران. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل استعددنا لهذا الضيف الحبيب؟!. سؤال نجد الاجابة عليه تختلف من شخص الى آخر.. فهناك من ينتظره ليشاهد المسلسلات والمسرحيات والمسابقات والأفلام والسهر طوال الليل والنوم طوال النهار. وهناك من ينتظر قدومه ليتوب من الذنوب ويفتح صفحة جديدة مع نفسه، وهناك من يعتبره شهراً عادياً كبقية شهور العام، وصنف آخر ينتظره لما امتاز في هذا الشهر من مأكولات ومشروبات قد لا نجدها الا في ايامه ولياليه. وهناك من ينتظر قدومه ليختم كلام الله عز وجل مرات ومرات وانه شهر القرآن.. الخ. أحبتي هناك من غادر هذه الدنيا ولم يدرك هذا الشهر الفضيل.. وهناك من خطط ورتب لصيامه وقيامه ولكن داهمه الموت من حيث لا يحتسب وغادرنا الى الحياة الابدية. هناك من صام معنا رمضان في العام المنصرم وهو في هذا العام تحت الثرى. اتذكر هنا قول الحسن البصري (ابن آدم انما انت عدد أيام، اذا قضى منك يوم: مضى بعضك) فهل تدبرنا ذلك!!. ان هذا الشهر الكريم أوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. وياللعجب نرى تسابق الناس الى شراء المأكولات والمشروبات بشكل يدعو إلى الدهشة ونرى المحلات التجارية والسوبر ماركت وقد ازدحمت بالمشترين وكأنهم لا يأكلون ولا يشربون طوال العام.. وليت ذلك يؤكل ويشرب ولكن قد تكون صناديق (القمائم) اكرمكم الله تبتلع النصف ان لم يكن أكثر. أحبائي ان ضيفنا ليس كأي ضيف، وليس كأي شهر من اشهر العام.. انه شهر خير من ألف شهر وقد قال صلوات الله وسلامه عليه (للمسلمين باب في الجنة يقال له الريان لا يدخل فيه احد غير الصائمين) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وبعد كل هذا هل حاسبنا أنفسنا جميعاً فإن العبد لايزال بخير ما كان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همته.. وعلينا ان نجعل من رمضان شهر توبة خالصة والا نجعل من ايامه اياماً عادية وان نجعل ايامه ايام بذل وجهد فهو شهر الجود والاحسان والكرم ومضاعفة الأعمال الصالحة والحسنات واذا كانت صفحات أعمالنا قد تلطخت بالذنوب والمعاصي فلازال باب التوبة مفتوحاً على مصراعيه.. وان الغاية من الصيام ان نكون من المعتوقين من النار وهي الغاية التي من أجلها صام الصائمون وتنافس المتنافسون، فطوبى لمن خرج من صيامه مغفوراً له كيوم ولدته امه خالياً من الذنوب والآثام.. (اللهم اجعلنا من الذين يصومون هذا الشهر، واطعمنا حلاوة هذا الشهر في عبادتك يا أكرم الاكرمين وارحم موتانا وموتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك يا أرحم الراحمين.. اللهم جازهم على الحسنات وأمحِ عنهم السيئات وأدم علينا عفوك ورحمتك يا أكرم من أعطى وأجود من سئل..). همسة: من صام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.