كل مستخدمي النت يعرفون جيدا تأثير فيض الرسائل الالكترونية اليومية في حياتنا، خاصة ما يتعلق منها بالجوانب التحذيرية، والنصائح الطبية، واوامر افعل ولا تفعل، وكلها اشاعات منها الصادق ومنها الكاذب، منها المبني على الاستنتاجات ومنها ما تجود به القرائح والنوايا الشخصية.. لذا كانت مفاجأة طيبة ان اجد في المواقع العربية موقعا سعوديا اهتم اصحابه كثيرا بمسألة التأكد من الاشاعات وأطلقوا عليه ايضا اسم «تأكد» http://www.takkad.com وبحسب التقرير الذي أعدته "الرياض " بعد مراسلة اصحاب الموقع رفضوا الافصاح عن هويتهم الشخصية مكتفين بقولهم «نحن أفراد سعوديين نهتم بالشأن العام، وقمنا بهذا العمل تطوعاً، وليس لدينا أي اهتمام في الظهور على الأقل حالياً لكنهم اجابوا عن الاسئلة التالية : لماذا «تأكد»؟ لاحظنا كثرة الشائعات المتداولة بين الناس، وربما ازدادات بعد الاعتماد الكبير من مستخدمي الانترنت على رسائل البريد الإلكتروني كمصدر لتبادل المعلومات، وسقف الحرية في البريد الإلكتروني مفتوح وهو خارج عن أي سيطرة، وبالتالي أصبح وسيلة مهمة لنشر الشائعات، كما أننا لاحظنا أن كثيرا من الشائعات المتداولة تتعلق بالصحة والغذاء، وكثير منها غير صحيح، مما يستدعي وجود موقع يعنى بمحاربة هذه الآفة. انطلاقة الموقع يقوم على الموقع بعض الأفراد السعوديين المهتمين بالشأن العام، وقد كانت الفكرة تخالجنا لفترة، وقمنا باطلاق الموقع بنسخة تجريبية في رمضان من العام الماضي، وبشكل نهائي مع مطلع العام الحالي. وبالفعل مع اطلاقه بشكله النهائي، حظي الموقع بتفاعل كبير من مستخدمي الانترنت، حيث زاد معدل الزوار بشكل كبير، وكذلك التفاعل الإيجابي من الزوار من حيث الاستفسارات وعبارات التأييد والمشاركة في التصويت، إضافة إلى مشاركة كثير من الخبراء المتعاونين وعرض خبراتهم لصالح الموقع. والموقع بشكله الحالي أقل من طموحنا، ولكنه لا يزال يقوم على جهود شخصية، ونسعى أن يفعل بشكل أكبر في مراحل قادمة إن شاء الله. آلية التحقق نسعى في الموقع إلى التحقق من صحة الشائعات من خلال المصادر الموثقة وذات الصدقية، وكثيراً ما نحرص أن يكون التحقق من أكثر من مصدر، وتقديراً منا للمسؤولية التي يجب أن يتحلى بها موقع «تأكد» فإن معاييرنا عالية ولا ننشر المعلومة إلا بعد التحقق منها بشكل كامل قدر المستطاع، وهذا سبب في عدم نشر بعض الموضوعات الجاهزة لدينا حالياً بانتظار التحقق منها بشكل أكبر. أما بشأن مدة التحقق فهي تختلف، فبعض الشائعات يسهل التأكد منها في يوم واحد، وبعضها نحتاج إلى أسابيع، وهذا يعتمد على نوع الموضوع وصعوبة الوصول إلى المصادر المناسبة. مصادر الموقع نعم لدينا بعض المصادر المتخصصة في مجالات معينة، نستعين بها عند الحاجة، ومنها جهات حكومية وأهلية، إضافة إلى بعض الأفراد المتخصصين في مجالاتهم ولديهم القدرة على توفير المعلومة الموثقة التي نستطيع تقديمها للقراء بكل ثقة، كما أننا نطرق أي مصدر جديد عند الحاجة إليه. كما يتيح الموقع في صفحته الرئيسية خيار الانضمام للخبراء المتعاونين مع الموقع، وهو خيار متاح لمن يرى في نفسه القدرة على توفير المعلومة الموثقة في مجال تخصصه، ونطلب منهم تقديم السيرة الذاتية للتحقق من أهلية الخبير المتعاون، وبالفعل تقدم لنا الكثير من المتخصصين في مجالات مختلفة، وقد استعنا يبعضهم فعلاً. كما أننا نتعاون مع موقع www.truthorfiction.com الأمريكي الشهير، وهو متخصص في نفس المجال ويقوم عليه الإعلامي الأمريكي ريك بوهلر، ونشرنا أكثر من موضوع بالتعاون معه. تصنيف الشائعات لدينا قاعدة موضوعات (شائعات) تحوي العشرات، أما ما قمنا بالتحقق منه ونشره في الموقع فربما تصل إلى الخمسين موضوعاً تقريباً، ومن خلال ما تحققنا منه كانت نسبة الشائعات المغلوطة تزيد على 50%. ونحن لدينا مبدأ أساسي وهو أن يكون الموضوع الذي ننشره ذا أهمية حقيقية للقارئ، لذا فلا ننشر موضوعات تتعلق بأمور شخصية لأفراد بعينهم سواء كانوا مشاهير أو غيرهم، وسبق أن نشرنا بعض الأخبار التي تتعلق بجهات بعينها بعد أن تحققنا بشكل لا يقبل الشك من صحة المعلومة المنشورة، بعد أن رأينا أن نشرها يهم القارئ بشكل ما، وبشكل عام فإن الموضوعات المفيدة تخلو من الحساسية، وفي النهاية نسعى إلى لما يحقق المصلحة العامة. الجهات الداعمة من حيث الدعم المعنوي، فنحن نلقى تعاونا جيدا جداً من هيئة الغذاء والدواء، ونحظى منهم بإجابات وافية على تساؤلاتنا، كما تلقينا تواصلا كريما من الجمعية السعودية لطب العيون، حيث عرضوا استعدادهم الكامل لأي تعاون، وهي خطوة كريمة نشكرها لهم، ونأمل من الجمعيات العلمية والتخصصية الأخرى أن يفعلوا أدوراهم لخدمة المجتمع بشكل أكبر. أما من حيث الدعم المادي، فالموقع حالياً يقوم على الجهود الشخصية للقائمين عليه، ولا يوجد جهة ترعاه أو دخل إعلاني على الإطلاق، وهو ربما ما يحتاج إليه الموقع لتفعيله بشكل أكبر. ملاحظات هامة تردنا بعض التساؤلات الطريفة من بعض القراء، مثل قارئ أرسل لنا في أحد أيام الأربعاء باستفسار عن صحة «أن غداً سيكون الخميس»! لكن بالجملة هناك بعض الملحوظات التي يهمنا القاء الضوء عليها منها اننا تلقينا رسالة تأييد من أحد طلاب المرحلة المتوسطة بالرياض، وهي لفتة تعكس مدى تأثير مواقع الانترنت في الجيل الناشئ. كما تلقينا أكثر من طلب من طلاب المرحلة الثانوية يعرضون استعدادهم للتعاون في البحث عن صحة أي موضوع نكلفهم به، وهذا يعبر عن وجود شخصيات شابة ذات اهتمام بالشأن الاجتماعي.