يدرس في المستوى الرابع بقسم الإعلام ويعمل في الوقت ذاته محرراً ومديراً للقسم التقني بصحيفة «سبق» الإلكترونية.. يخفي قصة عمله الصحفي عن أساتذته خوفاً من الإحراج.. ينوي اختيار تخصص الصحافة مع تمنيه توفير تخصص «صحافة إلكترونية».. لا يرى مانعاً من نشر الأخبار السلبية جنباً إلى جنب مع الأخبار الإيجابية طالما أنها صادقة وتحقق مصلحة عامة.. إنه سلطان المالكي ضيفنا في هذا الحوار.. الصحفي ناقل أمين للخبر وليس وصيا على المجتمع ولا حكما بين تياراته المختلفة حوار/ فهد الحمود حدثنا بداية عن قصة دخولك للجامعة واختيارك لقسم الإعلام؟ - الحقيقة أن التحاقي بقسم الإعلام جاء بمحض الصدفة فقد بدأت في السنة التحضيرية في كلية العلوم والأغذية لكن عملي في صحيفة «سبق» جعلني أغير اتجاهي فيما بعد. ومن المفارقات أنني التحقت بصحيفة «سبق» بعد أن تعرفت على مؤسسها الأخ علي الحازمي عن طريق الماسنجر، وشعرت خلال عملي معه أن توجهي نحو الإعلام, وقد حاولت التوجه لكلية الحاسب ولكن المعدل لم يكن يساعد فتوجهت إلى قسم الإعلام. . كيف وأين صقلت خبرتك في مجال التقنية؟ - كنت أدخل الإنترنت بشكل عادي ثم فكرت بإنشاء موقع شات ومن خلاله تعلمت كيف أصمم المواقع, ثم دخلت مواقع تقنية متخصصة بعدها أنشأت مواقع شخصية لي منها منتديات ومركز تحميل ملفات ودليل مواقع ومركز صور ومركز فيديو علماً بأن جميعها أغلقت منذ عام 2009م. وأنشأت أيضاً بالاشتراك مع أحد زملائي موقعا باسم «أخبار طلاب وطالبات السنة التحضيرية». . ما سبب إغلاق كل هذه المواقع؟ - كنت وقتها أعتمد على دخلي في الجامعة ومثل هذه المواقع تحتاج لدعم مادي للوصول إلى شريحة كبرى من المستخدمين. . وكيف كان تواصلك بعلي الحازمي صاحب «سبق»؟ - تواصلت معه في البداية عن طريق الماسنجر أما معرفتي به فكانت عن طريق منتدى يسمى «الويب العربي» يجمع خبراء ممن يملكون مواقع ويتناقلون الخبرات بينهم فتعرفت عليه بالصدفة وأخذت إيميله من أحد مواضيعه. ومن خلال الماسنجر بدأنا التعاون في أمور تقنية ثم أصبح التواصل عن طريق الجوال، واكتشفنا أننا من منطقة واحدة هي جيزان. . هل معنى ذلك أن «سبق» هي الدافع لتخصصك في الإعلام أم إجراءات القبول وظروف المعدل هي السبب؟ - لا, بل «سبق» هي السبب الأساسي لتخصصي في الإعلام ولو أنني قبلت حسب رغبتي الأولى في الحاسب الآلي لترددت ولكنت حولت في النهاية إلى الإعلام لأنه التخصص الأقرب لعملي، كما أن دخولي للحاسب كان سيكسبني المهارات التقنية فقط, أما الإعلام فأكسبني المهارات التقنية والإعلامية معاً. . عندما تصل إلى المستوى السادس لا بد أن تحدد مسار الشعبة التي تدرسها فماذا اخترت؟ - بصراحة أنا بين خيارين إما صحافة أو إذاعة وتلفزيون، والاحتمال الأكبر أن أختار شعبة الصحافة ولو فتح تخصص صحافة إلكترونية لاخترتها مباشرةً. . بعيداً عن الأمور التقنية وجدنا اسمك كمحرر في «سبق» كيف حدث ذلك؟ - كما ذكرت؛ بدايتي في «سبق» كانت من باب الدعم الفني والتطوير التقني إلى أن أصبحت مدير القسم التقني, وفي عام 2009 حاولت أن يكون لي نشاط تحريري فاستأذنت من رئيس التحرير والمدير العام كي أنضم لفريق التحرير فوافقا, وباحتكاكي بالزملاء الصحفيين وطاقم التحرير بالمكتب اكتسبت المهارة وتعلمت منهم الكثير. . صف لنا ردة فعل أعضاء هيئة التدريس عند علمهم بأنك ضمن طاقم «سبق»؟ - لا أحد في الجامعة يعلم بأن سلطان المالكي الذي في «سبق» هو طالب في الجامعة عدا زملائي, ربما أتواصل مع بعض أعضاء هيئة التدريس بخصوص خبر صحفي أو غيره, ولكني لا أبلغهم أنني طالب بالجامعة, وأولهم معالي مدير الجامعة الدكتور عبدالله العثمان. السبب؟ - كي آخذ حريتي في الكتابة والانتقاد, وكي أتمكن من المساعدة في حل مشاكل الطلاب, فضلا عن رغبتي في عدم الوقوع في حرج مع أساتذتي. كتبت تعليقاً على مقال لمحمد حطحوط منشور في رسالة الجامعة.. كيف كانت الأصداء؟ - محمد صديق لي ونسكن في نفس الحي وأنا كتبت ذلك الخبر ليس لأنه جاري, بل بدافع إنساني لأنه كان يعيش أسوأ لحظاته كما ذكر, والسبب تأخير معاملته تعمداً من أحد المسؤولين بالجامعة, مما حرمه من العودة لوطنه ورؤية والدته, علماً بأنني قرأت المقال ونشرته وهو لا يعلم، وردة الفعل والتعليقات أظهرت أن الكل كان معه تقريباً، وقد اتصل بي محمد حطحوط وشكرني. . ما سر عدم متابعتك لما ينشر لك أو عنك؟ - قناعة شخصية. . حدثنا عن فريق العمل في «سبق» هل هم هواة أم أكاديميون؟ - مدير الموقع الأستاذ علي الحازمي خريج جامعي ورئيس التحرير محمد الشهري أيضاً خريج جامعي وعمل في الصحافة الورقية لسنوات, وأغلب الموظفين خريجون جامعيون. . في حال طلب منك زميل دراسة التدرب معك في «سبق» ماذا سيكون ردك؟ - أرحب بذلك، وصحيفة «سبق» نفسها ترى في ذلك واجبا عليها. وخلال زيارتنا الأخيرة لمعالي مدير الجامعة طرحنا فكرة أن يكون بين الصحيفة والجامعة شراكة لتدريب الطلاب وتطوير مهارات الصحافة الإلكترونية بشكل مجاني من أجل إفادة الطلاب وخدمة الوطن . . ولكن لم نر شيئاً طُبق مع العلم أن الزيارة كانت منذ فترة؟ - لم ينفذ شيء حتى الآن لظروف الطرفين، وهذه الأمور ترجع للإدارة. كثيراً ما تقعون في إحراجات مثل زيارتكم للجامعة وطرح فكرة تعاون وشراكة بعدها بقليل تنشرون خبراً سلبياً وتضربون في الصميم ما تعليقك؟ - لا أرى في ذلك حرجاً أو مشكلة وهذه هي الصحافة، فزيارتنا لأي مؤسسة أو جهة حكومية لا تعني عدم الكتابة عنها في المستقبل, فإذا أتوا بشيء حسن نشرناه ، والعكس صحيح ، وذلك من أجل إصلاحه فقط وليس للإثارة. . ما سر عدم تغطيتكم لمشكلات الطلاب وهمومهم؟ - بالعكس يتواصل معنا الطلاب والطالبات في بعض الأحيان لطرح مشاكلهم, والتي أتواصل بخصوص بعضها مع معالي مدير الجامعة لأخذ تعليقه حول الموضوع. ومن أقرب الأمثلة على ذلك موضوع مكافأة الشهرين ومن تشملهم, حيث قمنا بنشر الخبر بالصحيفة, كذلك قمت بكتابة خبر إغلاق البوابة الإلكترونية أمام الطلاب أثناء تسجيلهم للمواد, وتم نشره, وتلقينا بعدها توضيحا من عمادة القبول والتسجيل. . ألا تخاف على دراستك بسبب خبطاتك الصحفية في سبق؟ - (يضحك..) تعلمنا في مناهج الجامعة أن الصحفي الناجح هو الذي يأخذ الأخبار من المحيط الذي يعيش فيه وينشرها دون خوف, فأنا أعيش في الجامعة وأي خبر سواء كان حسناً أم سيئاً للجامعة سأنشره مهما كان, سواء أضرني أم لم يضرني وإن شاء الله لن يضرني. المهم لديً أن يكون الخبر صادقا وموثقا ويتصل بالمصلحة العامة ويخدم المجتمع. . بعيداً عن الدراسة كيف تقيم موقع «سبق» الإلكتروني؟ - في الصحافة الإلكترونية القاعدة العامة تقول: الزائر هو الحكم، ومهمتي فقط أن أجتهد للوصول لرضاه. ونحن مقبلون خلال الأربعة أشهر القادمة بإذن الله على تطوير جديد للصحيفة وبرمجة جديدة وبداية إعلامية شاملة, أو نسميها «بوابة إعلامية متكاملة». . بخلاف «سبق» ما هي أكثر صحيفة تعجبك؟ - صحيفتا الشرق الأوسط والوطن. وماذا عن الصحافة الإلكترونية؟ - صحيفتا «سبق» و»الآن» الكويتية. . بم تبرر خلو موقع «سبق» من الإعلانات رغم كونكم الصحيفة الأولى في المملكة حسب تصنيف أليكسا؟ - «سبق» مكتفية ذاتياً من الناحية المادية، حيث إن دخلها من رسائل الجوال يغطي نفقتها، لكن ذلك لا يمنعنا مستقبلا من البحث عن المزيد من تطوير مصادرنا المادية. وستكون الإعلانات خلال الفترة المقبلة من بين مصادرنا مع العلم أنه يوجد الكثير من الشركات تطلب أن تعلن لدينا ونحن نرفض لأننا لا نريد للقارئ أن يتشتت بين المواد الصحفية والإعلانات. . ماذا عن سبق الإنجليزية ولم توقفت بعد صدورها؟ - لأسباب تقنية وستعود خلال الأسابيع القادمة ولها طاقم تحرير خاص يضم سعوديين وعرب, أما المواد المنشورة فستكون مواد تحريرية تصحح الفكرة الخاطئة عن المملكة لدى مواطني الدول الغربية. . هناك من يعتبر أنكم صحيفة صفراء إلكترونية؟ - وجهة نظر، أما أنا فلا أرى ذلك, بل أراها صحيفة جادة وحريصة على الصالح العام ونافذة للمواطن السعودي على مجتمعه والعالم، وهي ليست صفراء بالتأكيد وإنما «زرقاء»! هل تقصد أنها هلالية؟ - لا, «سبق» لا تنتمي لأي ناد وفريق تحريرها ككل الصحف السعودية يضم مناصرين لمختلف الأندية، قصدت بأنها صحيفة «زرقاء» أنها نافذة إعلامية حريصة على المصداقية والبعد عن الإثارة. . ماذا عن حادثة اختطافك قبل شهر من الآن في مصر.. هل لك أن تحدثنا عنها؟ - القضية محل تحقيق الآن من جانب الجهات القضائية في مصر، وقد أدليت أنا والأستاذ علي الحازمي بأقوالنا فيها وننتظر أن تنتهي التحقيقات ويحال المتهمون للمحكمة. وتفاصيل القضية بإيجاز أننا كنا في القاهرة في رحلة عمل، وقامت عصابة بخداعنا واختطافنا لإحدى الشقق قبل أن تعلن أنها لن تفرج عنا إلا بعد دفع فدية.. هددونا بالقتل بالأسلحة البيضاء فقمنا فعلا بإعطائهم أكثر من 100 ألف جنيه, وبعد احتجاز دام 48 ساعة أطلقوا سراحنا, وتوجهنا للشرطة وحررنا بلاغا سجلنا فيه أقوالنا, وتم إبلاغ السفارة السعودية بالقاهرة بكافة تفاصيل الحادثة, وبدأت في متابعة إجراءات التحقيق مع السلطات المصرية وكلفت محامياً. . نراك تكتب عن المشائخ من جهة وتجري حوارات وتنشر أخبار الليبراليين من جهة أخرى.. لأي التيارين تنتمي؟ - كصحفي ملتزم بالقواعد المهنية لا أجد مانعاً من نشر أخبار وحوارات وتحقيقات عن جميع التيارات، طالما هناك موضوع يستحق. لقد تعلمت أن الصحفي ناقل أمين للخبر والمعلومة وليس وصيا على المجتمع ولا حكما بين تياراته وجماعاته المختلفة. أما انتمائي الفكري فأمر شخصي لا أفرضه على أحد من خلال عملي. . وهل سلطان المالكي لا يتأثر بعلاقاته بأي من التيارات التي يتعامل معها؟ - لدي قناعة بأن كل شخص يستطيع الحكم على ما يعرض عليه وما يقابله من أفكار وآراء وأعتقد أن لدي قدراً من الاطلاع يجعلني قادرا على تحديد قناعاتي بنفسي دون أن يمنعني ذلك من البحث الدائم عن كل ما هو مفيد لديني ووطني.