أجاب الخبير المتخصص في المناعة الطبيب الأمريكي أنتوني فاوتشي عن السؤال الذي يسأله كثيرون حول العالم؛ وهو: كيف تم إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا (كوفيد-19) في أقل من سنة على بدء تجاربه؟. وقال إنه في مراحل تجارب وإنتاج اللقاح لم يتم تجاوز أي من شروط السلامة، ولا النزاهة العلمية، وإن السرعة في التوصل للقاح سببها التقدم العلمي المذهل المحرز في السنوات العشر الأخيرة، والذي مكّن من الحصول على التسلسل الجيني للفيروس. وأوضح فاوتشي أن الأمر برمته يعود للتقدم التكنولوجي، وأن تجارب شركة موديرنا اعتمدت على 30 ألف شخص، فيما شملت تجارب شركة فايزر 44 ألفا، وأن التجارب أُجريت وسط تفشي الفيروس، وهو ما وفر مرضى للتجارب، التي كانت ستستغرق حوالي 7 سنوات لو جربنا على عينات قليلة العدد. وأضاف أنه في سابقة تاريخية من الناحية العلمية، استغرق إنتاج اللقاح أقل من عام، دون أي تقصير في الإجراءات، وأن احتمال ظهور أعراض جانبية خلال 3 سنوات من الآن منخفض للغاية، مشيرا إلى أن 90% من جميع اللقاحات السابقة ظهرت الأعراض الجانبية لها خلال 30-45 يوما من تلقيها. وبين أنه لهذا السبب انتظرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية 60 يوما قبل أن تصرح باستخدام اللقاح للأغراض الطارئة، مؤكدا أنه يصعب ظهور أعراض اللقاح بعد عدة سنوات من تلقيه. وأشار الخبير -في عبارة صادمة- إلى أنه يمكن لمن تلقى اللقاح أن يظل ناقلا العدوى لغيره، فكما أن هناك مصابا دون أعراض، فهناك من يتلقى اللقاح وينقل العدوى في حال إصابته، ومن هنا فقد تنقل العدوى لغيرك برغم التلقيح، وأنه يمكن التوقف عن ارتداء الكمامة بعد تلقي 70-85% من السكان للقاح. ووصف فكرة مناعة القطيع بأنها الأسوأ، ممثلا بمدينة نيويورك التي وصلت فيها نسبة المناعة إلى 22%، وبتطبيقها على الولاياتالمتحدة جميعا، مع وفاة 352 ألف مصاب حتى الآن، سترتفع مناعة القطيع إلى 80% مع وفاة 1.2 مليون مصاب، مؤكدا أن مناعة القطيع تتحقق باللقاح لا بغيره، حيث يكتسب الشخص المناعة بعد 21-28 يوما من تلقي اللقاح.