اً .. هتف بها الفاروق عمر بن الخطاب لتحمل في طياتها دلالات عميقة في الحرية ، وليست الحرية أن تكون خارج السياج فقط! ولكنها حرية التفكير والخيار والمعتقد . وفي ظل أفقٍ مفتوح وانفجارٍ معرفي هائل لم يعد أسر العقول الناشئة وحشوها بمفردات تراكمت على هيئة حقائق ثابته أمراً مقبولاً البتة ؛ فحقائق اليوم قد تنسف غداً ويصاب الفرد منا بصدمة ثقافية ومعرفية . لندخل دائرة الموضوعية ولنخضع مانتعلمه للمساءلة فلا يوجد مايسمى بالحقيقة المطلقة ! ثم أن ربط التعليم بالمدرسة شكل آخر لمعتقل عزل قاطنيه عما يحدث في عالمهم الواسع ووسمهم بوسام الرجعية والتخلف ، ففي حين أن العالم يتسارع يوماً بعد يوم والمعرفة أصبحت في عداد اللامعدود ، ومناهجنا لا تتزامن بالضرورة مع مستحدثات العلم ولايمكن أن تتسع لها ، فهل يستطيع الفرد من أبنائنا أن ينهل من منابع المعرفة ما يلائم ذاته ويوافق قدراته ؟! نريد فرداً واعياً قادراً على الاتصال بالكتاب مطلعاً على نتائج الابحاث والدراسات منخرطاً في عالم المؤتمرات ، منفتحاً بما تتيحه الشبكات لخبراء ومختصين ، ليكن عنصراً مواكباً للمعرفة وجزءاً من صناعتها . والاخطر من معتقل ظاهر معتقل صنعه الفرد داخله وقيد فيه ذاته ، ليقف عند حدود معرفة تتلمذ عليها يرفض حقيقة غيرها. والسؤال هنا هل يستطيع أن يكسر تلك القيود؟ هل يستطيع أن يشحذ همته وينطلق بشغف ودافعية ليبحث عن لآلئ مغمورة في بحر المعرفة ؟ ! هل يستطيع أن يقود سلوكه وتفكيره ليعلن بذلك هجرته من عبودية التعليم الى حرية التعلم ؟! الاستاذة وسميه العتيبي ماجستير مناهج وطرق تدريس