على إثر القصص المتداوله حول معركة «ذي قار» التي انتصر فيها العرب على الفرس في ذاك الحين، أنتجت العديد من الأفلام الوثائقية، التي تربط «رقصة الدحة» بهذه المعركة. وحسبما أكدت الصحفية، وعد التركي، في تقريره المنشور على موقع «هافينغتون بوست عربي»، فإن البعض يعتبر بأن «رقصة الدحة» تعود نشأتها إلى قصة متداولة «أن هناك قافلة من قوافل الحجاج كانوا قلة وشاهدوا لصوصاً يراقبونهم وهم نائمون بالليل وأوجسوا منهم خيفة، واتفقوا أن يقوموا بالتصفيق وإصدار أصوات كهدير الجمال لكي يعرف الحنشل أنهم كثيرون فيخشوهم، وفعلاً نجحوا في طرد اللصوص بهذه الطريقة ثم انتشرت الدحة كرقصة شعبية. واستشهدت «التركي» بقول المؤلف والباحث التاريخي في الأنساب عبدالله بن عبار، الذي أكد أنّ ربط «رقصة الدحة» بمعركة ذي قار رواية شعبية لم يثبت صحتها، وانتشرت في هذا العصر ورسخت في أذهان العوام وهي «لا علاقة لها بالمعركة بتاتاً»، وأضاف: «الدحة مجرد لعبة ليس لها أي تاريخ وهي مثل القلطة والعرضة والدبكة، وليست مختصرة على قبيلة معينة بل تلعبها جميع قبائل الشمال في الأردن وفلسطين». وأوضح ابن عبار، إن معركة «ذي قار» كما شارك فيها قبيلتان من ربيعة وهما بكر بن وائل وعنزة بن أسد، وذلك بعد أن هاجمهم كسرى وقاتلوه وهزموا جيشه وانتصروا عليه ليس برقصة الدحة بل بالسيوف والرماح وعزائم الرجال وشجاعتهم. وقال الباحث التاريخي في الموروث الشعبي السعودي محمد السبّيل: «رقصة الدحة عبارة عن أهازيج وأصوات تشبه إلى حد كبير زئير الأسود أو هدير الجمال»، وأضاف: «وتؤدى الدحة بشكل جماعي، حيث يصطف الرجال بصف واحد أو صفين متقابلين ويغني الشاعر المتواجد في منتصف أحد الصفين قصيدته المغناة والتي تشبه" الهجيني" يردد الصفان بالتناوب، البيت المتفق عليه سلفاً بالتدرج بين كل بيت شعر يلقيه الشاعر وغالباً هو البيت التالي: "هلا هلا به يا هلا.. لا يا حليفي يا ولد"».