جسد فن الدحة بمهرجان «ناركم حية» تراث اشتهرت به قبائل شمال المملكة ويعتبر فن الدحة من الفنون التي تتغنى بها البادية ويحظى بجمهور عريض في مهرجان «ناركم حية» ويروي رئيس فرقة دحة الجوف عقايل محمد الحازمي بداية نشأت قصة الدحة بأنها تعود لقبائل بني وائل والذين تتفرع أصولهم من شمال المملكة ويشير الحازمي إلى أن للدحة قصة تعود لأكثر من 1500عام، وقد اتفق عليها المؤرخون حيث بدأت من حرب نشأت قديمًا بسبب هند بنت المنذر عندما أرادت أن تهرب من بطش وجبروت كسرى لتلجأ لقبيلة بني وائل لحمايتها، فاستجابت لها واتحدت قبائل بني وائل ذلك الوقت لتكون جيشًا صغيرًا أمام جيش كسرى ويجتمع الجيشان في منطقة يطلق عليها ذي قار وتقع بالشمال، فاضطرت قبائل بني وائل في ذلك الوقت الى ترهيب العدو باستخدام صوت زئير الاسد وهدير الجمال ليتيقن العدو أن هذا الصوت تصاحبه اعداد هائلة من الجيوش ومن ثم يقرر الانسحاب ويستسلم للهزيمة. ويشير الحازمي الى أن الدحة من رقصات الحرب التي تهدف الى بث الرعب في قلوب الاعداء او للاحتفال بالنصر بعد المعركة مشيرا الى انتشارها الى هذا الوقت في الشمال بسبب بداية نشأتها. ويشير جلوي حايش الحازمي مساعد رئيس الفرقة الى ان الدحة من شروطها التي يجب ان تتوافر هي 20 رجلا على الاقل ويتم التشكيل بمحور نصف دائرة اضافة الى وجود شاعر بينهم يقف بالمنتصف ليبدأ هذا الفن بقول (هلا هلا به يا هلا لا يا حيليفي ياولد) ومن ثم يردد من بعده بقية الرجال بنصف الدائرة ومن بعدها يأتي الشاعر ببيت سريع من تأليفه أي كان نوع البيت وهذا ينعكس على الحدث المتماثل امام مؤديي الدحة واضاف جلوي: إن هناك ما يسمى ب «الحاشي» وهو رجل يرتدي البشت ليؤدي رقصة بالسيف امام الصف مع شخص آخر او مع الشاعر وفور انتهاء الشاعر من شعره يبدأ الرجال بإصدار الاصوات التي تشبه صوت زئير الاسد وهدير الجمال موضحا أن لكل قبيلة طرقها الخاصة في بدء الدحة ونهايتها فبعضهم يبدأ بإصدار الأصوات والتصفيق والبعض يبدأ بالشعر وترديده.