من رقصات الحرب الشهيرة الغاية منها إخافة العدو، كما أنها تقام كاحتفال بعد النصر في المعارك في الزمن الماضي، وقد عرفت في شمال المملكة العربية السعودية والأردن وتتميز بصوت متميز أشبه بزئير الأسود أو هدير الجمال. (والدحة نوع من أنواع الشعر السهل، وهي تلتزم بقافية ذات قاعدة ثابتة يقول فيها الشاعر ما يشاء، مرتكزاً على قاعدة الشطر الأخير من الكوبليه الأول من مجموعة البيت الأول، ويتحدث بيت القصيد في كلمات الشاعر بمقطوعة سردية لموضوع قصصي، هو جوهر ما تم الاجتماع عليه كموضع قصصي سردي لمعركة ما أو وصف لديار أو هجاء أو مدح). ونشأتها كما جاء في المنتدى بتوثيق جامعة الملك فيصل: (أن مجموعة قليلة خرجوا على جمالهم وأثناء نزولهم للمبيت ليلاً، وبعدما حل الظلام الدامس سمعوا أصواتاً قريبة منهم، وذهب أحدهم ليستكشف فوجد جيشاً صغيراً يفوقهم عدداً وعدة ولا يمكن مواجهتهم، وعلموا أن الجيش قد أرسل من يستكشف أمرهم، فعمدوا إلى الحيلة وذلك بالهدير مع الجمال بأصوات قوية فظن الجيش الصغير أنهم جيش جرار لكثرة أصوات جمالهم التي لا يقطعها طول الليل والمسافة، فتركوا المنطقة لهم وسلموا بالحيلة يوم أن سلمهم الله، ثم بعد ذلك أدخلوا فيها الشعر ويسمّى الراقص بالحاشي، وقيل عندما لجأت هند بنت المنذر في العراق لقبيلة بكر بن وائل، هرباً من بطش كسرى فارس الذي أراد إهانة القبائل العربية واستباحة شرفها، تداعت جموع أبناء وائل بنو حنيفة في اليمامة وبنو عبد القيس وغيرهم من أبناء القبيلة، لنصرة أبناء عمومتهم البكريين، واجتمع الجيشان لأول مرة في مكان يدعى ذي قار، القبائل العربية وجيش كسرى الفارسي المنظم المدجج بمختلف أسلحة ذلك العصر، فتناخى القوم مع أحلافهم من بقية قبائل العرب وكسروا الفرس في معركة (ذي قار)، وبدأت نشوة الانتصار تدب في قلوب أبناء القبيلة، ومن هنا انطلقت بدايات الدحة من هذا الموقف العظيم، حيث صفّ الرجال جميعاً وهم وقوف وأخذوا يؤدون هذا اللون الشعبي الأصيل، تعبيراً عن نخوتهم وشهامتهم لبنت المنذر وحمايتهم لها من أقوى دولة في ذلك العصر. أما طريقة الدحة وأسلوبها: يكون فيها الأشخاص نصف دائرة تمثل الصف (تتكون من صف واحد فقط يفوق 20 رجلاً) ويسمون الرواديد، ويقف الشاعر في المنتصف مع كبار المتواجدين أو أمامهم، ثم يبدأ بالقصيد - المصنّع - سواء في الفخر أو المدح أو الغزل مع شاعر آخر أو لوحده غالباً، وبعد كل بيت يقوله الشاعر يردد الصف بقولهم (هلا هلا به يا هلا ... لا يا حليفي يا ولد). ومن أمثلة شعر الدحة قول الشاعر عقيلي بن نايف المجلاد: دحّوا لي يا أهل الشمالي دحيّه بالصوت العالي صفّوا يا ربعي اقبالي