بنبرات مختلفة وأصوات زئير الأسود وهدير الإبل تفاعل زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 32 برقصة "الدحّة" في جناح الحدود الشمالية. ووصف الحضور شعورهم ل"الرياض" وهم يتابعون "رقصة الحرب " و"رقصة الفرح" بأنها حماسية ممتعة لما تحتويه من شعر وحركات وأهازيج، مؤكدين أن هذا الموروث الشعبي الذي تختص به منطقة الحدود الشمالية يعتبر ذا خصوصية ثقافية وتراثية للمنطقة جاذبة بشكل كبير للأسر وزوار المهرجان. وعلى الرغم من أن "الدحة" تغيّرت عمّا كانت عليه قبل مئات السنين وغابت المرأة، والتي عرفت أنها تشارك رسمياً في الدحّة باسم "الحاشي"، وهي من تعلب بالوسط وتبارز بوجود صفين من الرجال متقابلين يرددون ب"هلا هلا به ياهلا..لا ياحليفي يا ولد"، إلا أنها جميلة ممتعة تقدم بصوت واحد وحركات متطابقة بشكل جماعي حماسي. فيما قال عضو فريق الدحّة بجناح الحدود الشمالية محمد الشويحط: إن الإقبال المتزايد لحضور "الدحّة" يزيدهم إصراراً على تقديم "الدحة" بشكل مميز، وخاصة أنها تعتمد على فريق يتميز بصفات متوازنة في الأداء الحركي وضبط الصوت النفس الطويل، مضيفاً أنه بالسابق وقبل أكثر من عقدين كانت تشارك المرأة تعبيراً لما تملك من قوة تتحدى المخاطر وتواجه الأعداء وتكرم الضيف، أما الوقت الحالي لا تشارك نظراً لتغير الحياة الاجتماعية. وأضاف الشويحط أن "الدحّة" أصبحت حالياً تمارس بالأفراح والمناسبات بمشاركة خاصة الشباب وذويهم، مبيناً أن "الدحّة" تشبه إلى حد كبير زئير الأسود وهدير الجمال لتبث الرعب بقلوب الأعداد، لافتاً أن "الجنادرية" فرصة كبيرة لتعريف المناطق الأخرى بموروث الحدود الشمالية، ولذلك نحرص على أن تكون مشاركة "الدحّة" في جناح الحدود الشمالية بشكل مستمر، لتقديم الفلكلور الشعبي بشكل مميز في ظل ما تشهده من إقبال جماهيري يستمتعون بمشاهدتها ويتفاعلون معها. حضور كثيف لمشاهدة الدحّة في جناح الحدود الشمالية