يمثل الكفيف محمد سعد العمري موهبة استثنائية، فهو مصور يعتمد على السمع والحدس في التقاط الصور، فضلا عن أنه مقدم في إذاعة خاصة موجهة للمكفوفين، إضافة إلى أنه يعمل مدربا لتطوير الذات ويقدم أوراق عمل وبرامج تدريبية ويدير ورشا حوارية مع الزملاء والأصدقاء ويفتخر بأنه التقط صورة لوزير الداخلية الإماراتي سيف بن زايد أثناء زيارته لمعرض جيتكس بالإمارات. وهذه الحالة الفريدة التي تكاد تصل لمستوى الظاهرة تستحق التوقف عندها وفق رأي البعض، في حين يرى آخرون أن محمد شخص عادي وأن كل ما يميزه الإرادة والإصرار. والتقت عكاظ معه على هامش الملتقى الثاني لذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن فرغ من مشاركته في اللقاء الذي نظمه تعليم المخواة مؤخرا بورقة عمل عن تطوير الذات لدى هذه الفئة، فقال العمري: «إني سعيد بإقامة ملتقى لذوي الاحتياجات الخاصة لإبراز ما يمتلكونه من مواهب وقدرات فهم لا يقلون عن غيرهم»، مبينا أنهم يريدون أن يوصلوا رسالتهم لغيرهم بأنهم يملكون الكثير، لكنهم لا يملكون قدرات خارقة بقدر رغبتهم في الوصول إلى أهدافهم بالصبر والمثابرة والإرادة. وبين أنه ينشط في مواقع التواصل، خصوصا الانستغرام الذي يملك حسابا فيه، موضحا أنه بنشاطه يؤكد أن الكفيف يستطيع كغيره أن يمتلك حسابات في موقع كهذا. ورأى أن الأجهزة الذكية جعلتهم يتساوون مع غيرهم، حيث هناك تطبيق يحول كل موجودات الجهاز إلى تعليمات صوتية تمكنهم من تتبع خطوات إنشاء حساب مرورا بقراءة النصوص المكتوبة والتقاط الصور ثم رفعها على الحسابات المختلفة ومنها الانستغرام. وذكر أن المتعاملين مع تلك التطبيقات يندهشون ويستغربون حين يدركون أن من يتحاور معهم كفيف، لكن الأمر مع مرور الوقت أصبح عاديا ومألوفا، مبينا أن فكرة إنشاء إذاعة خاصة بالمكفوفين جاءت بعد رفض إحدى الإذاعات تعاونه معها بتقديم برنامج موجه لهذه الشريحة. وأشار إلى أن هدف تلك الإذاعة تقديم رسالة المكفوفين والتعريف بهم ونقل معاناتهم والكشف عن مواهبهم وهي باختصار قناة توصل صوت المكفوف وتسلط الضوء على عالمه.