استثمرت أسرة من عسير طاقاتها الإبداعية لتقدم نموذجا متطورا للأسرة المنتجة التي خرجت من رحم الضمان الاجتماعي إلى رحابة الاستثمار السياحي والمشاركة في العديد من البازارات والمهرجانات السياحية. وتقول فاطمة الزامل إنها وأسرتها امتهنت العمل منذ 10 سنوات من خلال برامج الأسر المنتجة والضمان الاجتماعي بدعم من مديرة الضمان الاجتماعي بعسير أسيا المتحمي والأستاذة زهور طالع وجمعية البر الخيرية. وتسترجع فاطمة الذاكرة قائلة: "قررت أن أحقق طموحي في النجاح انطلاقا من برامج الأسر المنتجة والوصول إلى العمل الاستثماري والمشاركة في العديد من المعارض والمهرجانات على مستوى المملكة، وقد كان سبب إصراري هو إشكاليات الظروف الاقتصادية التي مررت بها بعد انفصالي عن زوجي وحاجتي الماسة للعمل لمساعدة أبنائي، فقد وجدت نفسي أنا وأطفالي ولا معيل لنا، ففكرت بالعمل في الديكور والتحف وتزيين دفاتر التحضير واللوحات التي يمكن عرضها في المدارس وقاعات الأفراح وتجهيز الحفلات وتجميل المدارس، فطورت عملي إلى عمل ديكور مميز لمنازل المعلمات، ثم انطلقت لاستثمار موهبتي في الرسم في تصميم المجوهرات وبيعها المجوهرات وتصميم خواتم الفضة والأطقم المطلية، وبدأت في تنفيذ تصميماتي عن طريق مصنع متخصص في جدة وفي إيطاليا حتى جعلت من اسم الزامل ماركة معروفه في مجال تصميم المجوهرات من الذهب والفضة والألماس، إضافة إلى تقليد مجوهرات السلفر "الفضة " المطلية بالذهب والتي أقوم بتسويقها تباع في أكبر المراكز والمهرجانات التجارية بأنواع الفضة المتنوعة ومنها الفضة المقلدة للذهب الأبيض والأصفر والألماس والراديوم حتى تميزت واكتسبت الخبرة في هذا المجال". وأضافت سرد حكايتها: "عملت على تربية أبنائي على ثقافة العمل والإنتاج، فساهمت ابنتي المدربة الدولية في تطوير الذات والموارد البشرية والعضوة في رابطة المدربين العرب وعضو مؤسس للمدرسة العربية للكوتشنج دينا الرباع في العديد من الملتقيات الدعوية السياحية والبرامج التي تخدم المجتمع، حيث تمكنت من تدريب أكثر من 2000 متدربة من موظفات التعليم العام ومختلف شرائح من سيدات المجتمع في هذا المجال لتكون أصغر مدربة معتمدة في عسير لعمرها الذي لا يتجاوز 22 عام، بينما تميز ماجد ابني البالغ من العمر 15 عام في مجال العمل الالكتروني والتصوير والإخراج، وعلى الرغم من صغر سنه إلا انه قدم العديد من الأعمال المميزة في هذا المجال، إضافة إلى وقوفه بجانبي ودعمه ومساعدته لي للوصول إلى أهدافي، فأسرتي تعبر عن نموذج عملي للأسر المنتجة التي لا تعتمد على بيع قطع التراث القديمة أو تسويق المنتجات المستهلكة وإنما العمل على إيجاد اسم مميز من خلال الهاند ميد والتصميم على إيجاد بصمة خاصة في مجال الاستثمار السياحي سواء من خلال المبيعات التي أقدمها واختياراتي المميزة لمبيعاتي وتصميمي لكافة مجوهراتي أو من خلال تميز أبنائي بأفكار خلاقة يقدمونها لخدمة مجتمعهم للخروج من إطار رتابة الأسر المنتجة إلى عالم التميز والإبداع". وأشارت فاطمة الزامل إلى أن الأسر المنتجة في عسير تحتاج إلى تخصيص مواقع دائمة لها وأخرى للتصنيع وخطوط بيع بجانب شعار معترف به من وزارة الشؤون الاجتماعية، وإلى تطوير كفاءتها وثقافتها الخاصة بالمنتج وضرورة أن يكون من صنعها الخاص وبصمتها المميزة والتي يمكن أن تتحول إلى ماركات مسجلة لها، تعزز دورها من خلال مشاركاتها في العديد من المهرجانات السياحية التي تقام في مختلف مناطق المملكة. وتابعت أن الجلوس وانتظار مساعدات الضمان الاجتماعي لا يمكن أن يحقق أهداف الأسر التي تحتاج إلى تحسين وضعها الاقتصادي، وإنما يمكن أن يتحقق ذلك في العمل الذي ينبع من الذات والرغبة في تحسين الوضع الاقتصادي وخدمة المجتمع وتعزيز الواجهة السياحية في رسم خارطة طريق جديدة للأسر المنتجة عبر أبجديات الاختلاف وتعددية المنتج والذي يمكن أن يحقق عوائد اقتصادية كبيرة من خلال المشاركة في المعارض والمهرجانات السياحية والتي تعتبر فرصة جوهرية لهذه الأسر لتوفير عائد اقتصادي ودعم اقتصاديات المنطقة. وعن مشاركتها، قالت إنها تستعد للمشاركة في مهرجان أبها للتسوق بتقديم منتجاتها من خلال خمس محلات، تتنوع ما بين السياحية والتراثية والبضائع المتنوعة للأسر المنتجة ومعرض خاص بالإكسسوارات والحقائب والمجوهرات والفضة والتي تضم أعمالها اليدوية والهاند ميد من تصميمها الخاص.