تفاعلا مع الطالب الذي تم تصويره باكياً في أحدى مدارس تعليم صبيا من أجل أيصال صوت المعلم للراي العام وتوضيح حقيقة ماتم تداوله وترك الحكم للقارئ الكريم فقد أجرت صحيفة (أثر) الالكترونية لقاء حصريا مع المعلم كما عرضت (أثر) الموضوع على دكتور علم النفس ومستشار العلاقات الأسرية الدكتور سامي الأنصاري ليوضح أبعاد الموضوع وكيفية تناوله. حيث كان الحوار مع المعلم كالتالي: نرحب بك أستاذ عبداللة ضيفاً معنا أهلا حياكم الله في البداية نؤكد لك استاذ عبدالله بأننا منبر حر ولسنا ضدك أو ضد غيرك ومانشرناه حول الموضوع هو إظهار لحقيقة الأمر والأن من مبدأ العدل والأنصاف نتيح لك المجال لتوضح حقيقة المقطع المتداول؟ المعلم: حقيقة تصوير المقطع كان قبل شهر تقريباً حيث ان الطالب لديه حالة عدم قبول للدراسة وغياب متكرر وبكاء طوال اليوم الدراسي والكل يعلم عن وضعه داخل المدرسة وحاولت معه كثيراً لعلاجة بالتشجيع والهدايا والجوائز فأحببت تحفيزه بتصويره وإطلاعه على التصوير وبكلام محفز بأنك أذا تركت البكاء اصورك تلقي أنشودة أمام زملائك افضل من البكاء وفعلاً تحسن الطالب وترك البكاء وأنخرط مع زملائه وأطلعت المرشد ومدير المدرسة على الحالة وكيف تم علاجها وأرسلت المقطع للمرشد الطلابي فقط. إيماناً منا بحقك في أيصال رسالتك للرأي العام ماهي رسالتك التي تود نشرها عبر أثر؟ أولاً أشكر لكم مصداقيتكم في إتاحة الفرصة للجميع وثانياً أطالب كل من نال مني وجردني من إنسانيتي وطالب بفصلي وإبعادي أن يقوم بزيارة للمدرسة ويسأل عن حالة الطالب أولاً كيف كان وكيف أصبح والجميع يعرف مايعانيه بداية الدراسة وكيف تم علاج حالته وإنهاء حالة البكاء التي كانت تلازمه. ويعلم الله ماعملته ليس للسخرية أو الأستهزاء بل بحسن نية من أجل علاج حاله قائمه بعلم المرشد ومدير المدرسة. ويستطيع كل شخص السؤال عني داخل المدرسة فقد أمضيت 19 عاماً أعامل الطلاب كأبنائي وحبهم لي أكبر دليل للرد على كل من نال مني، خاصة هذا الطالب الذي فرحت بإنخراطه مع أقرانه وإنتهاء مشكلة بكائه في المدرسة. وأخيرا أشكر لكم إتاحة الفرصة لي وسيقضي الله أمراً كان مفعولاً بدورها أثر تواصلت مع عدد من زملاء المعلم الذين أثنوا كثيرا على إنتظامه وتمكنه من تدريس الصفوف الأولية وأنه يحضى بحب الطلاب والمعلمين على حد سواء. من جهة أخرى عرضت أثر الموضوع على دكتور علم النفس ومستشار العلاقات الأسرية الدكتور سامي الأنصاري حيث علق على القضية بقوله((طالعتنا بالأمس القريب وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر والفيسبوك بالخبر المتداول عن المعلم الذي كان يسجل أحد تلاميذه باكياً لا نخفي عليكم ان هذا العمل بحد ذاته يعتبر خطأ ولكن لا نتناسى أو ننسى فضل هذا المعلم حيث أنه من المعلمين المتميزين خلقا واداءً وابداعا في المدرسه بشهادة زملائه المعلمين وكأن الزمن يعود بنا للخلف فهذا هو مسطح عندما خاض في حادثة الافك عندما تكلم في عرض زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فتحدث فيها فماكان من ابي بكر الصديق الا ان قطع عنه ماكان يرضيه من الفضل فأنزل الله تعال معاتبا ((وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.) فنزل هذا الخطاب معاتبا لابي بكر الصديق رضي الله عنه فماكان من الصديق الا ان امتثل فقال بل محب بل محب. فيتبادر الى اذهاننا اننا لسنا معصومين من الخطأ فنريد أن نهمس في أذن كل من تحامل على هذا المعلم وتناسى كل ماقدمه للتعليم من خير وفضل و علم ومعرفة بموقف قد يكون أراد به الاحسان ولكنه اساء فإنني أقول لهم حنانيكم على هذا المعلم نناقش السلوك ولا نجلد الذات فهذا لوط عليه السلام قال لقومه:إني لعملكم من القالين فقال لعملكم فهو خاطب أفعالهم ولم يخاطب ذواتهم وهم على ماعملوا من عمل.فلماذا نشهر سيوفنا على هذا المعلم ولماذا نقف كلنا في وجه هذا المعلم. ومن الاشياء الغريبة ان الكل هاجم هذا المعلم في مواقع التواصل الاجتماعي وانه تجرد من أنسانيته و لابد أن يفصل وأن يعاقب اشد العقوبات. كل هذا وهم لايعلمون لماذا تصرف المعلم بهذا التصرف وماهو المغزى من هذا التصرف احد الصحابه عندما قتل احد المشركين وكان يقول لا اله الا الله فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم اتقتله وهو يشهد ان لا اله الا الله فقال له الصحابي يارسول الله انما قالها خشية السيف.فقال هل كشفت عن قلبه. فنحن لا نعلم ما هدف المعلم من وراء هذا التصرف حتى وإن كان هذا التصرف سيئًا ولكن قد تكون وراءه نية حسنة. فيجب علينا التريث في إصدار الاحكام وعدم الاستعجال ورمي التهم جزافا فيجب علينا ان ننظر بالمنظور المتوازن قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) فيجب علينا ان ننظر الى ايجابيات هذا المعلم وان ننظر ايضا للسلبية كعمل او كموقف فقط و لابد ان يحاسب على هذا الموقف ولا نتناسى تاريخ هذا المعلم)) وأثر بدورها إذ تنشر هذا اللقاء مع المعلم وتتيح له إيصال صوته للرأي العام فإنها توكد من خلال هذا سيرها على نهجها الذي رسمته بكل مصداقية وحيادية وستسمر عليه بإذن الله تعالى.