طالب أطفال من برلمان الطفولة في صحيفة «الحياة» باحترام إنسانية الأطفال من أي نوع من أنواع التصوير وبثها على شبكة الانترنت، الذي سيؤثر نفسياً على مستقبلهم ويعرضهم للسخرية والإساءة، ويهدف بعض المصورين في الأسر أو المدارس للمتعة خلال التقاط صور الفيديو كما يقول سليمان النملة: «ربما يريد المعلم أن يضحك على طلابه ولكنه لا يعلم أن المشكلات ستكبر، لأن الطالب لا يعلم بخطورة الموضوع، ولابد أن يعترض الطالب الذكي المعلم ويمنعه من تصويره لأنها حرية شخصية». ويطالب بتوعية الأطفال في المنزل والمدرسة وتنبيه المعلمين بعدم تصويرهم. وتقول ريم البصري: «إنه خطأ كبير أن يقوم المعلمون بتصوير الطلاب في المدارس بمقاطع فيديو من دون علمهم أو بعلمهم، لأنه سيحصل رد فعل على الطفل، لذلك يجب حمايته من هذا التصرف واتخاذ الإجراءات اللازمة لكل من يخالف ذلك». وعلقت لجين الشهراني: «شاهدت مقطع فيديو لأسرة قامت بتصوير طفلتها في شكل استفزاز لها بموضوع الزواج من أحد أقاربها الصغار، وهذا التصرف إذا كان بريئاً من الأسرة إلا أنه سيبقى في ذاكره الطفلة وربما تفتح مخيلتها سلباً لهذا الموضوع». نورة السماري تقول: «إن المعلمين ليس لديهم الحق بتصوير طلابهم من دون موافقة أولياء أمورهم، ويجب حماية الأطفال من هذه التصرفات لأنها تقلل ثقة الطفل في نفسه، وتتمنى معاقبة كل من يقوم بتصويرهم». سارة الصليح تزعجها مقاطع الفيديو المنتشرة للأطفال في المدارس، إذ كان المعلم يسأل طلابه مَنْ أمك؟ إضافة إلى تخويف معلم أو مدير مدرسة طالبه الذي هرب من المدرسة، وفيها صور واضحة لهم، وعلى رغم أنها لا تزال منتشرة في «الانترنت»، إلا أنها تحمل وزارة التربية والتعليم هذه المسؤولية». وشدد يزيد الأسمري على فرض عقوبة على كل الذين يصورون الأطفال في المدارس بلقطات فيديو مضحكة بهدف السخرية، وإذا نشرت في «البلاك بيري» فيجب اتخاذ إجراءات لازمة لكل من يقومون بنشرها، لأنها إساءة للطفل وتشهير به. من جهة أخرى يقول أستاذ الخدمة الاجتماعية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز الدخيل ل «الحياة»: «من حق الفرد علينا كمجتمع مسلم أولاً، ومجتمع إنساني ثانياً، أن نحافظ على خصوصيته وأن نحترم كرامته وإنسانيته، ولا ننتهك أياً منهما، فما بالنا بطفل صغير عاجز عن أن يحمي نفسه وأن يدافع عنها. وأشار إلى أن اتفاقات حقوق الطفل أشارت في أكثر من فقرة وشددت على حماية الطفل واحترامه وعدم إساءة معاملته، ولذلك فإنه حتى تصوير الطفل من دون إذن ولي أمره يُعد انتهاكاً لحقوقه، وفي الوقت الذي تقوم فيه كثير من المجتمعات بمحاربة كل ما يسئ إلى الأطفال من إهدار للكرامة والإنسانية والاستغلال.